ففي مثل هذا اليوم لعام 1798، أمر الإمبراطور بطرس الأكبر بتأسيس قوات القطر والإنزال البحري، التي أبلت بلاء حسنا في حرب الشمال بين روسيا والسويد، وصارت بعد ذلك مثلا يحتذى بين صنوف قوات الجيش الروسي، وأسوة تتيمن بها قوات الجيش الروسي حتى يومنا هذا.
المهمة الرئيسية التي توكل لمشاة البحرية في إطار عمليات الجيش الروسي، الاستيلاء على حصون العدو ومنطلقاته، وتمهيد الطريق أمام إنزال القوات الصديقة، كما تعهد لها حماية القواعد البحرية وتدمير مواقع العدو الساحلية واحتلالها.
وتتبع قوات مشاة البحرية لأساطيل بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر الشمال والمحيط الهادئ ولمجموعة سفن بحر قزوين الروسية، فيما يصل عديد أفرادها إلى 12 ألف نفر.
أهم العلامات الفارقة التي تميز زيّ مشاة البحرية عن غيرهم في الجيش والأسطول الروسيين، قبعاتهم السود، التي أصبحت رمزا لهم بموجب مرسوم صادر عن وزارة الدفاع الروسية في الـ5 من نوفمبر لعام 1963.
ثلاثة قرون من الانتصارات
مشاة البحرية ومنذ نشأتهم، كانوا حاضرين في جميع الحروب التي خاضتها روسيا على مرّ تاريخها العسكري، رغم أنهم لم يحظوا بتصنيف مستقل بين صنوف القوات الروسية إلا منذ سنة 1939.
وفي الحرب العالمية الثانية، تولى 40 لواء من مشاة البحرية الدفاع عن موانئ الاتحاد السوفيتي في مورمانسك وتالين وسيفاستوبول وأوديسا، كما خاضوا معارك القتال القريب واشتبكوا بالسلاح الأبيض مع النازيين في محيط موسكو وستالينغراد وسجل لهم تاريخ روسيا والعالم أسطع صفحات البطولة، حيث رافقت ألوية كاملة منهم جحافل الجيش الأحمر واقتحمت معها برلين ربيع 1945 في أعنف معارك القتال القريب التي شهدها التاريخ.
المصدر: RT
صفوان أبو حلا