وأوضح رودسكوي، اليوم الجمعة، أثناء مشاركته في فعاليات طاولة مستديرة، في إطار معرض "الجيش-2017" أن تقدم تنظيم "داعش" نحو آسيا الوسطى ومنطقتي القوقاز والفولغا الروسيتين كان واضحا في ذلك الحين.
وذكر ضابط رفيع المستوى أن القوات الجوية الفضائية الروسية نفذت، اعتبارا من انطلاق عملياتها في سوريا، نحو 28 ألف تحليقا قتاليا و90 ألف غارة على مواقع للإرهابيين، مما ألحق أضرارا هائلة بالنظام الإداري والبنى التحتية للمتطرفين.
وأوضح رودسكوي أن الغارات الروسية منعت الإرهابيين من الحصول على إيرادات مالية من مبيعات النفط وقطعت طرق إمدادهم بالأسلحة والذخيرة، مشيرا إلى أهمية العمليات الخاصة بتصفية قياديين بارزين في "داعش" ومواقع بالغة الأهمية للتنظيم.
وتطرق الضابط إلى نتائج العمليات الروسية في سوريا، قائلا إن مساحة الأراضي الخاضعة للقوات الحكومية ازدادت 4 أضعاف من 19 إلى 78 ألف كيلومتر مربع بفضل العمليات الروسية، مشددا على أن الدعم الروسي أتاح للجيش السوري إنجاز تحول جذري في سير الحرب الدائرة في البلاد.
وأكد رودسكوي أن دخول اتفاق إنشاء مناطق خفض التصعيد حيز التنفيذ أسفر عن استقرار الوضع بشكل ملحوظ في مناطق وسط البلاد وجنوبها، مضيفا أن الطرف الروسي يبقى على اتصال مستمر مع العسكريين الأتراك والأمريكيين والإسرائيليين والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والمنظمات الدولية المختصة.
من جانبه، أكد رئيس الإدارة العامة لهيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية إيغور كوروبوف أن تعداد عناصر "داعش" المتبقين في سوريا يقدر، بموجب معلومات استخباراتية روسية، بأكثر من 9 آلاف مسلح، علاوة على أكثر من 15 ألف مسلح، معظمهم سوريون، ينتمون إلى تنظيم "جبهة النصرة".
وحذر كوروبوف من أن تعداد عناصر "هيئة تحرير الشام" التي تشكل "جبهة النصرة" عمودها الفقري يتجاوز، حسب التقديرات الروسية، 25 ألف مسلح، مضيفا أن "الهيئة" تشمل نحو 70 جماعة، سبق وأن سمى بعضها نفسها بـ "المعارضة المعتدلة"، وتخوض عمليات قتالية مكثفة ضد القوات الحكومية، وفصائل المعارضة في محافظات حلب ودمشق وإدلب وحماة.
وشدد كوروبوف على أن نحو 9 آلاف عنصر من "النصرة" يوجدون في محافظة إدلب، كثفوا عملياتهم ضد فصائل المعارضة المعتدلة في محاولة الاستيلاء على المنطقة، ويرجح أن يكون ذلك قصد منع إقامة منطقة تخفيف التوتر في المحافظة.
وشدد الضابط على أن الإرهابيين في سوريا بدؤوا يستخدمون أحدث أنواع الأسلحة ووسائل الحرب الإلكترونية وطائرات مسيرة، فضلا عن مواد كيميائية سامة يدوية الصنع، وذكر أن تحليل تصرفات "داعش" و"جبهة النصرة" في الآونة الأخيرة يؤكد ظهور نوع جديد من الإرهابيين، وهم قادرون على التكيف بسرعة مع تغيرات الوضع.
واستطرد كوروبوف قائلا: "نواجه عدوا قويا وخطيرا لا يهدد الشرق الأوسط وحده بل وباقي دول العالم، ويتطلب الانتصار عليه توحيد جهود المجتمع الدولي، ولذلك ترى روسيا مهمتها في إلحاق أكبر ضرر ممكن بالتنظيم في الأراضي السورية".
المصدر: وكالات
نادر عبد الرؤوف