وقال الرئيس الروسي في سلسلة مقابلات مع المخرج الأمريكي أوليفر ستون، أنتج منها الأخير فيلما وثائقيا عن بوتين عرض هذا الأسبوع في الولايات المتحدة، إنه ضد كل شيطنة مفرطة لشخصية ستالين كما أنه ضدّ نسيان أهوال الستالينية في نفس الوقت "إنه شخصية معقدة وغير بسيطة أبدا"، حسبما قال بوتين.
وردا على سؤال المخرج الأمريكي حول تقييمه لدور ستالين في قيادة روسيا إلى الانتصار على الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية؟ قال بوتين لستون "أعتقد أنك رجل ذكي وماكر جدا"!.
وتابع بوتين قائلا "كان ستالين ابن عصره وزمنه. ويمكن للمرء أن يلجأ لتشويه صورته بقدر ما يرى ضرورة لذلك، من ناحية أخرى، يمكنه الحديث عن إنجازاته الهائلة في الانتصار على النازية. أما بالنسبة لشيطنة ستالين، فأنا أقول إنه في التاريخ الإنجليزي كانت هناك شخصية معروفة وشهيرة كشخصية كرومويل، الذي كان رجلا دمويا. وجاء في أعقاب تغيير ثوري هناك، ثم أصبح ديكتاتورا وطاغية. وعلى الرغم من ذلك فإن تماثيله ما زالت منتصبة وقائمة في كل مكان في المملكة المتحدة. كما أن نابليون ما زال يحظى بشعبية جارفة، فماذا فعل؟ وصل إلى السلطة على خلفية موجة الثورة الفرنسية، ولم يكتف باستعادة وإحياء النظام الملكي، ولكنه أيضا أعلن نفسه إمبراطورا، وقاد فرنسا إلى كارثة وطنية، إلى هزيمة كاملة. فمثل هذه الشخصيات وهذه الوضعيات والحالات في تاريخ العالم أكثر من أن تحصى" قال بوتين.
وقال الرئيس الروسي" يبدو لي إن الكثير من محاولات شيطنة ستالين - هي إحدى السبل لمهاجمة الاتحاد السوفياتي وروسيا وتاريخهما . روسيا ربما تحمل اليوم بعض اللطخات والبقع الستالينية". وتابع الرئيس الروسي قائلا " لقد طرأ على روسيا بالطبع تغيير شامل، وربما بقي في أذهان البعض شيء من ماضيها ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن ننسى كل أهوال الستالينية، وما يرتبط منها بمعسكرات الاعتقال وبإبادة الملايين من المواطنين .." قال بوتين.
وختم الرئيس بوتين الحديث عن علاقته بستالين بالقول "حتى هذا المعادي لكل ما هو سوفياتي رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرشل، كان مرنا فيما يتعلق بستالين. "فشخصية ونستون تشرشل المعروفة بمعارضتها القوية للاتحاد السوفياتي، صارت من المؤيدين المتحمسين للتعاون مع الاتحاد السوفياتي عندما بدأت الحرب العالمية الثانية، حتى أنه دعا ستالين بالجنرال العظيم والثوري، لكن وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان تشرشل كما هو معروف، هو الذي بدأ بإشعال فتيل ما يعرف بالحرب الباردة. وعند اختبار الاتحاد السوفيتي أول قنبلة نووية، لا أحد غير ونستون تشرشل نادى بضرورة التعايش بين النظامين الشيوعي والرأسمالي. لقد كان شخصا مرنا جدا، لكنني أعتقد أن موقفه من ستالين لم يتغير أبدا " قال بوتين.
وردا على سؤال المخرج ستون عمّا إذا كان والديه من المعجبين بستالين وشخصيته؟ قال بوتين "بالطبع" وأضاف "أعتقد أن الغالبية العظمى من مواطني الاتحاد السوفياتي السابق، كانوا معجبين بستالين ومنبهرين به " أيضا.
المصدر: نوفوستي
سعيد طانيوس