وتراجع النواب، يفغيني مارتشينكو ونيكولاي بيركين وفيتالي بخميتيف، الذين ينتمون لحزب "روسيا الموحدة" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، عن توقيعهم على مشروع قانون يدعو لدفن زعيم الثورة البلشفية بموجب الطقوس الأرثوذكسية، حسبما أعلن زميلهم في هذا الحزب المؤيد للكرملين، يفغيني ريفينكو، على حسابه على موقع الفيسبوك.
وأفاد الأخير بأن هؤلاء النواب وقعوا على مشروع القانون المذكور المقّدم من الحزب الديمقراطي الليبرالي(قومي متشدد) من تلقاء أنفسهم ودون اخذ الأذن المطلوب من الحزب الذي ينتمون إليه.
وأضاف ريفينكو، على موقعه: "لقد كانت مبادرة شخصية من زملائنا، لم يتشاوروا بشأنها مع كتلة الحزب في مجلس الدوما ولا مع القيادة العليا. وعلى كل الأحوال فلا أفق لإقرار هكذا مشروع في الوقت الراهن..".
وقال النائب المقرب من الكرملين إن حزب "روسيا الموحدة" يهدف إلى مناقشة القوانين التي تهدف إلى تعزيز الانسجام الاجتماعي، بدلا من الانقسام. ووفقا له، فإن مبادرة طرح مشروع قانون دفن جثمان لينين أمر مثير للجدل في البلاد. وأوصى زملاءه بأن لا ينسوا إلى أي حزب ينتمون قبل التوقيع على أي مشروع قانون ولا سيما إذا كان يمس زعيم الثورة البلشفية.
وكان الحزب الذي يتزعمه القومي فلاديمير جيرينوفسكي قد تقدم، أمس الخميس، إلى مجلس الدوما بمشروع قانون يدعو لدفن جثمان لينين المحنّط ضمن تابوت زجاجيداخل ضريح رخامي قائم في الساحة الحمراء على بعد أمتار قليلة من سور قصر الكرملين الذي يعتبر مقرا للقيادة والرئيس في روسيا.
وواجه ضريح لينين أوقاتا عصيبة في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي العام 1991، إذ دعا العديد من حكام روسيا الديمقراطيين الجدد إلى هدم هذا الضريح ودفن جثمان لينين في مكان آخر، وأدى ذلك إلى احتجاجات كبرى.
ولا تحظى فكرة دفن ذلك الرمز السوفييتي بشعبية كبيرة، وفي حال حدوث ذلك فهذا يعني انتهاء تجربة فريدة دامت 92 عاما.
وكان الرئيس السوفيتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، قد اعتبر أن الوقت لم يحن بعد لدفن لينين في مكان آخر. وقال: "لا داعي الآن لمضايقة رفات الموتى غير أننا سنضطر الى دفن لينين كما شاء هو وأسرته" وأضاف: " أظن أن هذا الوقت سيأتي، ولكن متى؟ سننتظر ونرى".
المصدر: نوفوستي
سعيد طانيوس