وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية، تعليقا على التطورات الأخيرة في إطار الأزمة اليمنية: "إن الوضع في البلاد يتحول إلى كارثة كبرى جراء موجة جديدة للتصعيد، وتم تأكيد هذه التقديرات المرعبة خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 10 مارس/آذار من قبل نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفين أو براين".
وأوضحت الوزارة أن "المعلومات التي قدمها صادمة، حيث وصف المسؤول الأممي الوضع في اليمن بشكل مباشر بأكبر أزمة إنسانية في العالم".
وتابع بيان الخارجية الروسية: "لقد أسفرت المعارك بين الأطراف اليمنية والتي تجري بمشاركة مباشرة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية منذ أواخر مارس/آذار، أسفرت على أقل تقدير، عن مقتل ما لا يقل عن 7.5 ألف شخص وإصابة 400 ألف آخرين، فيما يظل 19 مليون شخص(يمني) في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، ويعاني أكثر من 7 ملايين من نقص التغذية، وغالبيتهم أطفال".
وأضاف البيان أن "مليوني يمني شردوا من أماكن إقامتهم، ومنهم 62 ألفا أجبروا على ذلك خلال شهر ونصف الشهر الماضيين، مشيرا إلى أن الكثير منهم لا يستطيعون إيجاد مأوى ويقيمون تحت سقف السماء، وذلك علاوة على عشرات آلاف النازحين واللاجئين.
وأكدت الخارجية الروسية في هذا السياق أن أكثر من 48 ألف شخص فروا من مدينة المخا اليمنية خلال الشهرين الماضيين بسبب هجوم قوات التحالف الدولي.
ووصفت الوزارة الغارات التي نفذها التحالف على سوق خضار في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، يوم 10 مارس/آذار، وأدت، حسب التقارير الإعلامية، إلى مقتل عشرات المدنيين وإصابة عشرات آخرين، بـ"مقطع دموي جديد" في عملياته.
وفي غضون ذلك، شدد البيان على أن "قلقا بالغا تثيره المخططات لاقتحام مدينة الحديدة التي تمثل أكبر ميناء في اليمن"، موضحا أن "المعارك في هذه المنطقة لا مفر من أن تؤدي إلى نزوح جماعي للسكان المحليين بل وإلى القطع العملي لعاصمة البلاد، صنعاء، عن إمدادات توريد المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية"، ما سيسفر عن تداعيات كارثية.
واستطردت الوزارة قائلة: "تستمر الغارات الجوية بإلحاق أضرار ضخمة للبنية التحتية المدنية في اليمن، وتم تدمير عدد كبير من المدارس والمستشفيات ومواقع النقل، فيما أصبح توريد المواد الغذائية والوقود إلى البلاد أمرا بالغ الصعوبة بسبب الحصار الجوي المتواصل والقيود التي يجري فرضها بشكل عشوائي على عمليات النقل البحرية".
وأضاف البيان أن :هناك نقصا حادا في الأدوية ما قد يؤدي إلى موت كثير من اليمنيين جراء أمراض يمكن معالجتها".
كما أشارت الوزارة إلى أن وضعا كارثيا تشكل في شمال البلاد بسبب نقص السيولة، حيث لم يحصل موظفو القطاع العام على أجورهم أكثر من نصف سنة.
وشددت الخارجية الروسية على أن "هذه الفوضى يستفيد منه إرهابيو تنظيمي داعش والقاعدة، الذين عززوا مواقعهم في مختلف أنحاء البلاد وفي جنوبها على وجه الخصوص، الأمر الذي يزيد من صعوبة الوضع الإنساني في اليمن".
وتابع البيان مشددا على أن "هذا الوضع لا يطفو تقريبا على السطح في تقارير الإعلام الغربي ومواد المنظمات الحقوقية غير الحكومية"، مشيرا إلى أن "الغرب لا يبدي اهتماما به كذلك في المنصات الدولية، الأمر الذي يختلف بشكل حاد مع نشاطه المفرط للغاية بشأن سوريا".
المصدر: موقع وزارة الخارجية الروسية
رفعت سليمان