ومنذ ذلك الحين أصبحت روسيا إمبراطورية، وكانت بروسيا وبولندا في صدارة الدول التي اعترفت على الفور بالوضع القانوني الجديد للدولة الروسية واللقب الجديد للقيصر الروسي.
يذكر أنه تم إعلان بطرس قيصرا عام 1682، وهو في العاشرة من عمره، وبدأ في الحكم بشكل مستقل عام 1689. وفي عام 1695، قاد القيصر بطرس الأول الحملات العسكرية في بحر آزوف، ونتيجة لذلك حصلت روسيا عام 1711 على موطئ القدم على ساحل بحر آزوف.
واستخدم بطرس الأول الذي أصبح فيما بعد بطرس الأكبر خبرات دول أوروبا الغربية في تطوير الصناعة والتجارة والثقافة. وبمبادرة منه تم تنفيذ الإصلاحات في مجال إدارة الدولة، بما في ذلك إصلاح المقاطعات أعوام 1708-1715، وتشكيل الوزارات ومجلس الشيوخ، وهيئات الرقابة العليا، وتنظيم الشؤون العسكرية عن طريق تطبيق مبدأ التجنيد والخدمة العسكرية الإجبارية للنبلاء وإنشاء الجيش النظامي، وبناء الأسطول، وتطوير الصناعة والتجارة والتعليم والتربية واستحداث العديد من المؤسسات التعليمية، وافتتاح أكاديمية العلوم، واعتماد الأبجدية المدنية الجديدة.
وفتح الانتصار في الحرب الشمالية مع السويد (1700 - 1721) أمام روسيا طريقا إلى بحر البلطيق، وأسس بطرس الأكبر عام 1703 العاصمة الجديدة لروسيا، وهي سانت بطرسبرغ. ونتيجة للحملة العسكرية الفارسية أعوام 1722-1723 استحوذت روسيا على الأراضي الواقعة على ساحل بحر قزوين.
بعد انتهاء الحرب الشمالية مع السويد وإبرام معاهدة (نيشتات) للسلام أعلن مجلس الشيوخ والمجمع الكنسي في 2 نوفمبر 1721 الدولة الروسية إمبراطورية، وتم منح القيصر بطرس الأول لقب بطرس الأكبر وإمبراطور عموم روسيا.
المصدر:RT