وتحيط بالمدينة غابات طبيعية كثيفة، وتبعد عن مدينة قازان 215 كم. وتبلغ مساحتها أكثر من 40 كيلومترا مربعا، ويقطنها أكثر من 70 ألف نسمة.
تشير الحفريات الأثرية المكتشفة الى أن تاريخ تأسيس المدينة يعود الى الفترة بين القرن الـ8 والقرن الـ5 قبل الميلاد. ازدهرت المدينة في عهد بولغار الفولغا وأصبحت مركزا تجاريا مهما لوقوعها بالقرب من معبر على نهر كاما.
شيد في المدينة في القرن الـ12 المسجد الأبيض بـ8 أبراج وأنصاف الأبراج والذي كان يشبه إلى حد بعيد جامع سوسة بتونس. ومازالت آثار هذا الجامع باقية، بعد الغزو المغولي للمدينة.
وبعد إخضاع قازان من قبل القيصر إيفان الرهيب شيد بالقرب من برج المدينة القديم دير للرهبان مع كنائسه. عمل هذا الدير حتى عام 1764، حيث نشأت حول الدير بلدة أطلق عليها اسم بلدة القديسين الثلاثة. في عام 1780 منحتها الإمبراطورة يكاتيرينا الثانية صفة مدينة وأصبح اسمها "يلابوغا".
شهد النصف الثاني من القرن الـ19 ظهور وازدهار سلالة تجار وصناعيين كانوا رواد الصناعات الكيميائية، حيث شيد أول مصنع للكيميائيات في المدينة عام 1850. ورافق هذا الازدهار ازدياد عدد سكان المدينة كثيرا كما توسعت حدودها نتيجة بناء مساكن جديدة.
ونُقلت خلال سنوات الحرب الوطنية العظمى إلى المدينة بعض أقسام مصنع الأنسجة القطنية من مدينة فيشني فولتشوك. بعد انتهاء الحرب اكتشفت في المناطق المحاذية للمدينة والقريبة منها حقول غنية بالنفط والغاز. وكان هذا الاكتشاف حافزا كبيرا لتطور وازدهار المدينة لاحقا.
استطاعت المدينة الحفاظ على شكلها وطبيعتها الخلابة كما كانت عليه. واحتفظ مركز المدينة التاريخي بشكله أكثر من أي مدينة قديمة أخرى في روسيا. المدينة مقسمة إلى مربعات بينها شوارع مستقيمة متعامدة حسب مخطط القرن الـ18. كما ظهرت في المدينة خلال السنوات الماضية أحياء جديدة وأبنية شاهقة وفنادق حديثة، جميعها خارج حدود مركز المدينة التاريخي.
المدينة اليوم أحد أهم المراكز الصناعية الأساسية في جمهورية تتارستان، حيث تتمركز فيها الصناعات النفطية الضخمة ومصانع الميتالورجيا ومصانع السيارات الخفيفة ومصانع مواد البناء والمواد الغذائية والصناعات الخشبية والموبيليا، وكذلك مصانع الأصباغ ومصانع المدافئ الزيتية وغيرها.
كما توجد في المدينة جامعة يلابوغا التربوية الحكومية، إضافة إلى عدد من فروع الجامعات الأخرى. وهناك أيضا عدد من المتاحف والمسارح والأندية، منها متحف الرسام الروسي الشهير إيفان شيشكين الذي رسم المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بالمدينة، وكذلك متحف الشاعرة مارينا تسفيتايفا ومتحف بطلة الحرب الوطنية عام 1812 ناديجدا دوروفا التي كانت أول إمرأة ضابط في الجيش الروسي.
من المعالم الأثرية في المدينة التي يرتادها السياح من روسيا والخارج:
برج تل الشيطان: يقع هذا البرج في مكان البلدة القديمة التي كان يقطنها بولغار الفولغا خلال الفترة المحصورة بين القرن الـ10 والقرن الـ14 والتي تبعد عن مركز المدينة الحالية حوالي 2 كم. وكان هذا البرج أحد أهم الحصون في المنطقة الشمالية – الشرقية لدولة بولغار الفولغا. كما أنها إحدى القلاع الأولى التي بنيت بالحجر. البرج دائري الشكل ذو سقف معدني، يبلغ ارتفاعه 7.1 م. وقطره الداخلي 5.7 م. أما سمك الجدران فينخفض من 2 م في القاعدة إلى 0.7 في قمته، أي أن البرج مخروطي الشكل.
كاتدرائية المخلص: شيدت هذه الكاتدرائية في العقد الأول من القرن الـ19 (1808–1811) على الطراز الكلاسيكي الروسي، وتتوسط مجمع معماري على ساحة الكاتدرائيات، مكون من ثلاثة أقسام مرتبطة فيما بينها، وهي كنيسة ذات 5 قباب وكنيسة ضخمة ذات ثلاثة مذابح وقاعة طعام طويلة.
جامعة يلابوغا التربوية: شيد هذا المبنى عام 1903 ليكون مدرسة للبنات تابعة لأبرشية المدينة ومعها كنيسة داخلية. عملت المدرسة حتى عام 1917، تم خلال عملها إعداد مئات المعلمات للعمل في مدارس البنات بروسيا. في عام 1918 أصبحت مدرسة دينية. ومنذ عام 1953 تحولت إلى معهد التربية العالي الذي أصبح فيما بعد جامعة يلابوغا الحكومية للعلوم التربوية.
ومن المعالم الأثرية والتاريخية في المدينة الشوارع القديمة بمبانيها التاريخية التي أدرجت ضمن قائمة التراث المعماري الروسي والتي كانت مساكن لكبار تجار المدينة، مثل شارع غوركي وشارع قازان وشارع موسكو وشارع الكورنيش وغيرها، إضافة لذلك، هناك معالم معمارية وتاريخية عديدة تستحق الزيارة.
المصدر: وكالات