وبدأ الهجوم المضاد، الذي أصبح المرحلة الثانية من معركة موسكو، في الفترة من 5 إلى 6 ديسمبر 1941 على طول الجبهة الواسعة الممتدة من كالينين إلى يليتس. وقد سبقه الدفاع الدامي والصعب للغاية.
وفي بداية ديسمبر 1941، بلغ عدد القوات السوفيتية في منطقة موسكو مليون جندي و7650 مدفعا و774 دبابة و1000 طائرة. كان لدى مجموعة الجيوش الألمانية النازية أكثر من 1.7 مليون جندي وما يزيد عن 13000 مدفع و1170 دبابة و615 طائرة. وعلى الرغم من تفوق العدو في القوة البشرية والمعدات الحربية، فقد اخترقت القوات السوفيتية في الأيام الأولى من الهجوم المضاد دفاعات العدو وحررت عددا من المناطق المأهولة بالسكان.
ونتيجة لمعركة موسكو أوقفت القوات السوفيتية الجحافل الألمانية أولا، ثم ألحقت هزيمة كبيرة بالجيش الألماني النازي الذي اعتبر نفسه جيشا لا يقهر. وتم صد هجوم قوات العدو، ثم دفعها للخلف إلى مسافة 100-250 كيلومترا من العاصمة السوفيتية.
وتقديرا للشجاعة التي أظهرت القوات السوفيتية في معارك موسكو، تم منح 40 وحدة وتشكيلة عسكرية لقب "وحدة الحرس"، كما تم تقليد 36000 جندي بأوسمة وميداليات حكومية، ونال 187 شخصا لقب بطل الاتحاد السوفيتي وبطل الاتحاد الروسي. ومنح أكثر من مليون شخص وسام "الدفاع عن موسكو"، بينهم أكثر من 380 ألف جندي ونحو 640 ألف مدني. وفي 8 مايو عام 1965، مُنحت موسكو اللقب الفخري "المدينة البطلة".
يذكر أن معركة موسكو أصبحت إحدى نقاط التحول في الحرب الوطنية العظمى والحرب العالمية الثانية ككل. وساهمت في تعزيز التحالف المناهض لهتلر، وإضعاف الائتلاف الفاشي، وأجبرت اليابان وتركيا على الامتناع عن دخول الحرب.
المصدر: نوفوستي