ومن أجل تحقيق هذا الهدف يتم تنظيم العديد من الفعاليات في جميع أرجاء البلاد للترويج للعلوم، وإحدى هذه الفعاليات – مهرجان الترويج للعلوم "فيكتور. فيست" الذي أُقيم اليوم في الجامعة الوطنية للبحوث النووية MEPHI في مدينة موسكو.
وتعد جامعة MEPHI المؤسسة الرئيسية (ولكنها ليست الوحيدة) المتخصصة في تأهيل متخصصين في الصناعة النووية والطاقة النووية – وتعد كذلك إحدى الجامعات الروسية الرائدة وأكبر مركز دولي للتعليم في المجال النووي. وجامعة MEPHI وحدها تضم أكثر من 1000 طالب أجنبي من الدارسين في هذا المجال، ومن ضمنهم الطلاب القادمون من الدول الافريقية (الأغلبية من روندا، وزامبيا، ومصر) الذين يبلغ عددهم أكثر من 100 طالب.
تعمل جامعة MEPHI على تأهيل المتخصصين الذين سيعملون في إعداد المشاريع، وتنفيذها، وفي مؤسسات الطاقة النووية.
علاوة على ذلك، تؤهل جامعة MEPHI متخصصين في مجال التخطيط وإنشاء البنية التحتية لاستخدام الطاقة النووية ومد جسور التعاون على المستويين الإقليمي والدولي. ومنذ 25 سنة يعمل معهد العلاقات الدولية التابع لجامعة MEPHI على تأهيل متخصصين في هذا المجال. ويُعد خِرِّيجُو هذه الجامعة رُوَّادًا في التعاون التكنولوجي الدولي وبناء الشراكات الجديدة ونشر التكنولوجيا النووية في أسواق جديدة.
ترجع الحاجة لتأهيل الطلاب الأفارقة في التخصصات النووية المختلفة إلى دور روسيا الذي يتحول تدريجيا إلى دافع رئيسي لتطوير الطاقة النووية في القارة الافريقية. فإفريقيا – قارة تعاني نقصا في الطاقة، حيث إن عدد الأفارقة قد بلغ خُمس العالم، إلا أن حصتهم من الطاقة المُولّدة بلغت تريليون كيلو واط/ساعة فقط من إجمالي 30 تريليون كيلو واط/ساعة تم توليدها في العالم. والقارة الافريقية تمتلك محطة طاقة نووية واحدة فقط (في افريقيا الجنوبية)، ولكن روسيا تعمل على بناء 4 مفاعلات نووية في مصر.
وخلال القمة الروسية الإفريقية الأخيرة، وقعت الجهات الروسية وثائق مختلفة للتعاون في المجال النووي مع بوروندي، وزيمبابوي، وإثيوبيا، والمغرب، بما في ذلك اتفاقا مع بوروندي بخصوص تأهيل الكوادر في مجال الطاقة النووية.
ولهذا فإن مهرجان MEPHI ليس فقط إشارة للشباب الروس، بل وهو فعالية ضمن الترويج الدولي كذلك، الذي يجب أن يعلم به جميع أصدقاء ومعارف الطلاب الأجانب.
وقد استطاع ضيوف المهرجان زيارة المعامل العلمية الموجودة في الجامعة، والتعرف على النموذج الأولي لسكة الحديدة "الطائرة" المُستخدمة فيها موصلات فائقة، ومتابعة الصراع بين الروبوتات وكذلك متابعة تنافس المحاضرين.
حضر المهرجان مرَوِّجو العلوم المعروفون في روسيا كلها بمنشوراتهم المصورة وصفحاتهم على الانترنت، ومنهم عالم الأنثروبولوجيا ستانيسلاف دروبيشيفسكي. وألقى عميد جامعة MEPHI محاضرة في فلسفة العلوم.
وقدم العلماء المشاركون في المهرجان توقعاتهم ورُؤاهم حول التساؤل عن آفاق واعدة في مجال الطاقة الهيدروجينية، ومتى سنستطيع شرب الماء من أنبوب عادم السيارة، وكذلك حول الزمن الذي سيتمكن خلاله الذكاء الاصطناعي من استبدال الأطباء.
في ختام المهرجان أُقيم حفل موسيقي تحت اسم "الحفل النووي" شارك فيه العديد من الفرق الموسيقية المشهورة.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تعد إحدى الدول الرائدة في مجال العلوم دوليا: فقد زاد التمويل الفدرالي في العلوم أربعة أضعاف خلال آخر 20 سنة ليبلغ أكثر من 600 مليار روبل، وبلغ عدد الموظفين في مجال البحوث العلمية ما يقارب 700 ألف شخص، وبلغ عدد المؤسسات المنخرطة في النشاط العلمي أكثر من 4000 شركة.
المصدر: RT