وقال الباحث المصري في تصريحات لـRT: "أكثر من 25 مرة في خطاب مدته أقل من عشر دقائق يذكر الرئيس الروسي فلاديمر بوتين في حديثه كلمات مثل "القتال"، و"المقاتلون"، و"العملية الخاصة"، و"الحرب" و "المعارك" - وهو ما يعني استمرار الإصرار الروسي على حشد كل الطاقات من أجل استعادة روسيا العظمي.
وتابع: "كان الحنين حاضرا إلى سنوات المجد الروسي والانتصار وذكر اسم "الاتحاد السوفيتي" أكثر من مرة ليتصل الخطاب بخطاب العام الماضي وكذلك خطاب فبراير الماضي في ذكري مرور عام على العملية الخاصة في أوكرانيا، وفيها كلها ينبه الرئيس بوتين بالحرب العالمية التي تستهدف روسيا بعدما أدركت الدول الغربية والولايات المتحدة وحلف الناتو وأوروبا قوة روسيا الصاعدة والاستنهاض الذي جرى طوال الخمسة عشر عاما الأخيرة، حيث احتلت روسيا فيها الصدارة الدولية في أهم سلعتين للبشرية "الحبوب والوقود".
وقال الباحث المصري: "الحرب شاملة هكذا يقول بوتين "تستهدف القيم".. الحرب ليست عسكرية فحسب.. ولا اقتصادية فقط استهدفت روسيا بأكثر من خمسة عشر ألف قرار عقابي اقتصادي لا يمكن لدولة في العالم تحملها وتجاوزها إنما أيضا الحرب على روسيا ثقافية تستهدف القيم الدينية والثوابت الوطنية والوعي التاريخي ولذلك هاجم بوتين من يعبثون بالحقائق التاربخية ويزيفونها".
ونوه رفعت بأن بوتين يؤكد أن روسيا كلها خلف جنودها ووراء جيشها، كما أنها تحلم بعالم يحل فيه السلام أي النظام العالمي العادل الذي لا تهيمن عليه قوة واحدة وحيدة تغتر بقوتها فتحوله إلى عالم ظالم تهدر فيه حقوق الشعب وتسرق ثرواتها.
وأشار الباحث المصري في شؤون الأمن القومي أحمد رفعت إلى أن خطاب بوتين ورغم بساطته الشديدة لم يترك شيئا إلا وتناوله، بدءا من التأكيد أن تاريخ روسيا متصل وجيش الاتحاد السوفيتي هو الذي حرر البشرية من النازية العنصرية وعدوانها على العالم وبرز إلى جواره مقاتلون قدامي وصولا إلى تحدي المخطط ضد روسيا والانتصار فيه رغم كل دعاوي الكراهية والتحريض ضدها.
وتابع: "بوتين أعلنها صريحة مدوية: "ليس هناك اليوم أهم من عملكم القتالي" أي لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. لا صوت يعلو فوق صوت القتال وتحقيق الأهداف.. لا صوت بعلو فوق قبول التحدي وحتي الانتصار فيه.. بوتين لخص الأمر كله وكأنه يقول "لا تراجع ولا استسلام في سبيل عالم عادل ومن أجل مجد روسيا".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم