مباشر

عاصمة على مر قرون.. صفحات منسية من تاريخ موسكو

تابعوا RT على
عادت موسكو مجددا عاصمة لروسيا بقرار صدر في 12 مارس 1918، عن مؤتمر السوفييت الاستثنائي الرابع لعموم روسيا، بعد انقطاع تواصل قرنين.

بالعودة إلى البدايات، نشير إلى أن أول ذكر موثق لموسكو، ظهر في 4 أبريل عام 1147 مناسبة سرد واقعة اجتماع سيفرسكي سفياتوسلاف، أمير منطقة "نوفغورود" في بلدة تسمى "موسكو".

موسكو منذ بداية القرن الـ14، أصبحت مقر إقامة للأمراء، وحتى حين نقلت العاصمة إلى مدينة سان بطرسبورغ في القرن الـ 18، ظل تتويج الأباطرة يجري في هذه المدينة.

في حالة فريدة من نوعها في التاريخ، كانت "نوفغورود" عاصمة الدولة لمدة 9 سنوات في حين أنها في تلك الفترة كانت ضمن أراضي دولة أخرى هي السويد، وبقيت هذه المدينة رسميا عاصمة لروسيا حتى عام 1918، عندما عاد هذا الحق إلى موسكو.

كان نقل البلاشفة للعاصمة من "بتروغراد" الاسم الذي كانت تعرف به سان بطرسبورغ بين عامي  1914 – 1924 رسميا إلى موسكو عام 1918، بسبب وجود تهديد حقيقي باستيلاء الألمان علي هذه المدينة.

في ذلك التوقيت وعلى الرغم من توقيع اتفاقية سلام "بريست" مع ألمانيا، شكل الجيش الألماني تهديدا مباشرا على بتروغراد، وأصبحت قواته بعد هجوم  كبير في منتصف فبراير 1918 على مبعدة عشرات الكيلو مترات من العاصمة.

صدى لذلك، كتبت صحيفة زناميا ترودا في 9 مارس 1918 تقول إن بتروغراد هي هدف للهجمات الألمانية، وأنها ليست مهددة فقط باستمرار من اليابسة، بل ومن البحر أيضا، ودعت إلى اتخاذ ما يلزم لمنع وقوع العاصمة في قبضة الأعداء.

بسرعة بدأت عملية إخلاء الأوراق المالية واحتياطيات الذهب والسفارات الأجنبية، ولضمان نقل آمن لقادة الثورة البلشفية إلى إلى موسكو، صدرت عن البلاشفة تصريحات للتمويه بعضها ينفي العملية برمتها، وبعضها الآخر يذكر مدينة نيجني نوفغورود، بدلا من موسكو.

في 12 مارس 1918، نقل البلاشفة العاصمة رسميا إلى موسكو، وعلى الرغم من قرار النقل كان مؤقتا، إلا أنه لم يتغير وبقي على حاله إلى يومنا هذا.

يشار إلى أن العاصمة في روسيا انتقلت بحكم الأمر الواقع ثلاث مرات على مدى القرون الثلاثة الماضية.

أولها حين قام القيصر المصلح بطرس الأكبر بنقلها من موسكو إلى سان بطرسبرغ، المدينة التي بنيت حديثا في عام 1712.

الثانية جرت في عام 1727، حين أعاد نجل بطرس الأكبر، القيصر بطرس الثاني العاصمة إلى موسكو لمدة ست سنوات، لكنه لم يوطد هذه الخطوة بشكل رسمي، ما سهل على خليفته الإمبراطورة آنا يوانوفنا، إعادة العاصمة إلى سان بطرسبرغ في المرة الثالثة.

في الوقت الحالي يعرف الجميع الكثير عن موسكو، عاصمة الاتحاد الروسي، الدولة الأكبر في العالم من حيث المساحة، وصاحبة القرار والفعل المستقلين، وبثقلها الذي لا يمكن تجاهله في جميع الميادين وخاصة العسكرية والاقتصادية والعلمية، ناهيك عن دروس التاريخ التي كرسها في عدة مناسبات "مقبرة" للغزاة الطامعين.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا