وأشار لافروف خلال الكلمة التي ألقاها في الملتقى العلمي التعليمي "حوار من أجل المستقبل" إلى أن الدول الغربية تحاول التنكر لمبدأ تجنب الصدامات العسكرية بين القوى النووية. وفقا للوزير: "هذا يحمل الكثير من الدلالات، منها مسارهم المتعلق بأوكرانيا، والتي يتم الزج بها لمواصلة الحرب التي يشنها الغرب ضد روسيا الاتحادية".
صدام الدول النووية
وأشار لافروف إلى أن "قادة الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي أكدوا في وقت سابق من هذا العام، بناء على مبادرة تقدمت بها موسكو، أن الحروب النووية لا يوجد فيها طرف رابح، ولا ينبغي السماح أبدا باندلاعها. وقد ذهب موقف روسيا إلى أبعد من ذلك، فبالإضافة لعدم السماح بنشوب حرب نووية، طالبت روسيا بضرورة تجنب أي صدام عسكري بين القوى النووية، حتى لو كان باستخدام الأسلحة التقليدية، لأن التصعيد قد يصبح خارج السيطرة".
وأكد الوزير أن موسكو ستواصل دفاعها عن الأمن والاستقرار العالميين. بحسب لافروف: "بمبادرة من روسيا، في 16 يونيو 2021 أكد الرئيسان فلاديمير بوتين وجو بايدن موقفهما الداعم لـ "صيغة غورباتشوف وريغان" ـــ "لا يمكن أن يكون هناك طرف رابح في الحروب النووية، ولا ينبغي أبدا إطلاقها".
تمدد الناتو
وقال الوزير "نحن قلقون من التمدد السريع لحلف شمال الأطلسي، وهذا يأتي أيضا في سياق الحرب التي يشنها الغرب ضدنا في أوكرانيا، وتهديدها للأمن العالمي.
وأضاف الوزير: "حتى وقت قريب، كان الجميع مقتنعين بأن الناتو تحالف دفاعي، يهدف لحماية الدول الأعضاء".
ولكن وفق الوزير "بعد زوال الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو، لم يعد هناك معنى لوجود الناتو - ذلك لأنهم، أرادوا "الدفاع عن أنفسهم" من المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي". "وبالرغم من ذلك، بقى الناتو موجودا، وأخذ يبحث عن معنى لوجوده".
وأضاف لافروف "في البداية، وجدوا مبررا لبقائه في الحملة العسكرية في أفغانستان. وبعد الانسحات المخزي من ذلك البلد، احتاج الناتو لمبرر آخر ـــ فوجدوا أنه في احتواء روسيا، وتسليح أوكرانيا.
وتابع الوزير "بعد الانقلاب الذي جرى في كييف، على مدى سنوات عديدة تحولت هذه الدولة إلى أداة لردع روسيا، ولنقطة انطلاق لمهاجمة المصالح الروسية في محيطها المجاور. طوال هذه المدة كان هناك تدمير بغطاء تشريعي للغة والثقافة والإعلام والتعليم الروسي، وذلك بتشجيع مباشر من رعاة نظام كييف الغربيين".
المواقع القيادية في العالم
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى "أن العولمة ذات النزعة التوسعية التي تتسم بها هذه الكتلة العدوانية غير مسبوقة. أنا مقتنع بأن الغالبية في العالم يرون أن نهج الحلف يشكل تهديدا، وتدرك أن فقدان الغربيين لمواقعهم القيادية في العالم يمكن أن يشجع أعضاء الناتو على اتخاذ قرارات غير مسؤولة".
وفقا له، الكثير من الدول سوف تستند لهذه الحقائق عند تحديد موقفها من مستقبل الأمن العالمي.
المصدر: تاس