قال الخبير في الشؤون الروسية الدكتور نور ندا إن الاستفتاء المزمع تنظيمه في أقاليم الدونباس خيرسون زابوروجيه قريب من رغبة شعوب هذه الأقاليم في الانضمام إلى الاتحاد الروسي وهو "ضرورة وإقرار لواقع جيوسياسي على الأرض".
وقال ندا إن "الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا يعبثون بالجغرافيا السياسية الأوروبية بتفجيرهم الصراعات والتناقضات".
ويضيف أن "تطورات الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية تؤشر إلى أن الصراع على الأراضي الأوكرانية يدخل مرحلة جديدة تكشف، بما لا يدع مجالا للشك، عن تشكيل خريطة سياسية جديدة لأوروبا".
ويتابع "أننا نشهد بداية التحولات الدراماتيكية في المشهد السياسي... حيث بدأت تظهر شكوك جادة حول مصير ما يسمى حاليا بكيان دولة أوكرانيا، في ظل مطالبات بولندية ورومانية وهنغارية وبلغارية بضم أقاليم الغرب الأوكراني، حيث بدأ العمل من أجل "إنشاء خط الدفاع عن غربي أوكرانيا".
وتوقع أن يتم "ضم الأراضي الأوكرانية إلى بولندا في استفتاء شعبي، سيجري طرحه على سكانها قريبا".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى السعيد إن "الإستفتاء رسالة إلى دول حلف الناتو التي ترى روسيا أنها تخطت حدود تقديم الدعم إلى المشاركة المباشرة في الحرب".
ويضيف السعيد "فحوى الرسالة أن روسيا عازمة على تحقيق أهدافها مهما بلغت التحديات، وخطوة التوحد مع روسيا تجعل أي مشاركة في الحرب إعتداء على الأراضي الروسية، وتتيح لها حق الدفاع عن أراضيها بكل السبل المتاحة".
وتابع أن أي اعتداء على الأراضي المنضمة إلى روسيا "يخرج الحرب من نطاق نزاع مسلح مع أوكرانيا لمواجهة أي طرف يشارك فيها إلى جانب أوكرانيا، وهو ما يفتح الطريق أمام المواجهة المباشرة بين روسيا وحلف الناتو، والخطوة الروسية تضع حلف الناتو والإتحاد الأوروبي في مأزق، وتلقي بكرة التصعيد العسكري الأخطر في مرمى الحلف والإتحاد الأوروبي".
من ناحيته، يقول الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الروسية أن الاستفتاء "خطوة ستغير من موازين القوى على الأرض بعد أن أصدرت السلطات في منطقة الدونباس جنوب شرق أوكرانيا قرارا بالإستعداد لإجراء إستفتاء للإنضمام إلى روسيا، لتصبح هذه المنطقة هي أولى المناطق التي تخضع رسميا ودستوريا وقانونيا للسيطرة الروسية في أوكرانيا ويفتح الباب إلى تكرار هذه العملية في مناطق أخرى خاصة أن الكثير من المناطق الأوكرانية ترغب في الإنضمام إلى روسيا، وذلك طبقا لقواعد القانون الدولي الذي يتيح للأقاليم التي تريد الإنفصال عن دولها الحق في تقرير المصير على غرار ما حدث في شبه جزيره القرم في العام 2014.
وقال "هذه الخطوة تقضي تماما على فكرة إنضمام أوكرانيا لحلف الناتو وتؤدي بشكل واضح إلى إطالة أمد الصراع بعد الخطوات التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية والدول الغربية بتسليح أوكرانيا، بدلا من السعي إلى عقد مباحثات روسية أوكرانية لانهاء الحرب وإحترام كبرياء الدولة الروسية وعدم تهديد أمنها القومي بإنضمام أوكرانيا لحلف الناتو والسعي لتقويضها ومحاصرتها وإقامة قواعد عسكرية له على الحدود الروسية وهو ما لم تسمح به موسكو أبدا.
المصدر: RT