وقال القحطاني في تصريح لـ RT إن "ما حصل في أوكرانيا كان خطأ استراتيجيا عظيما من الغرب خصوصا من الولايات المتحدة الأمريكية، والأوروبيون سيكونون الخاسر الأكبر في أوكرانيا يليهم الأمريكيون".
وأضاف أن "روسيا لديها مشروع واضح في أوكرانيا، يتجسد بعدم وجود للناتو ولا أسلحة استراتيجية، وألا تتحول أوكرانيا إلى سكين في خاصرتها، وأن يكون التعاون جيدا بين البلدين".
واعتبر أن الغرب ذهب إلى حدود بعيدة ضد روسيا في حجم العقوبات الهستيرية التي تجاوزت كل الحدود، وفي اللغة الإعلامية الخطيرة جدا، وفي الحشد غير المسبوق، معتبرا أن ذلك يعطي مؤشرات على أن النوايا الغربية ليست بريئة في أوكرانيا.
وتابع: "لو كانت المسألة مسألة مصالح أو دين أو جغرافيا لكان الوضع مختلفا، لكن التوجه الغربي بهذا الشكل وبهذه الشراسة يدل على أن الموضوع كان أبعد وأخطر بكثير".
وأشار إلى أن روسيا "ستحقق أهدافها بنجاح في أوكرانيا، لأن أهدافها محددة، وهي ألا تذهب أوكرانيا إلى الغرب وألا يتواجد فيها أسلحة استراتيجية تهددها وألا تتحول إلى عدو بدلا من صديق، أو على الأقل أن تكون دولة محايدة، وألا تتحول إلى مسرح لمشاريع غربية تهددها وتهدد المنطقة".
وأضاف: "بناء عليه، قررت روسيا نزع سلاح أوكرانيا وحرمانها من الالتحاق بالناتو ومواجهة الغرب".
وشدد على أن موسكو حققت أهدافها في أوكرانيا، رغم العقوبات والبروباغاندا الإعلامية، فالإعلام الغربي يطمس الحقائق في أوكرانيا ويضلل الرأي العام بحقائق مغلوطة".
وأعرب عن اعتقاده أن "ما بعد حرب أوكرانيا ليس كما قبلها"، مشيرا إلى أنه "سيكون لها انعكاسات مباشرة على الشرق الأوسط والمنطقة العربية لأن سياسات الغرب لم تكن جيدة تجاه العرب وتجاه حلفائهم".
وأشار إلى أن "الغرب لم يف بوعوده للعرب في ظل تعرض المنطقة للتهديد من الإرهاب والمنظمات الإرهابية ودول أخرى في المنطقة"، لافتا إلى أن الغرب "كانت مواقفه سلبية والمواطن في المنطقة أدرك هذا الشيء".
وذكّر بأن "السعودية اعترضت على الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله، ورغم ذلك احتلوه وسلموه لدولة أجنبية أخرى، وحدث ما حدث هناك".
واعتبر أن "السياسات الغربية تسببت في الوصول إلى منحى خطير في المنطقة، لأن شعوبا شردت من أوطانها وحدودا ألغيت، ودولا على وشك أن تشطب من الخارطة".
وعن تنامي العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، قال إن "المواطن الخليجي ينظر إلى أهمية العلاقات الاستراتيجية بين هذه المنظومة وروسيا، ويأمل بأن تكون هذه العلاقات موظفة لبسط الأمن والاستقرار في هذه المنطقة وفي العالم، وينظر إليها بإيجابية على صعيد الاستقرار في مجال الطاقة".
وتابع: "أعتقد أن الأيام القادمة سيكون لها مخرجات جيدة في مسار العلاقات مع روسيا، لأن روسيا مجربة في السلم والرخاء وكانت إيجابية في ما يخص ملف الطاقة، وفاعلة في ما يخص أسعار البترول والتعاون والحرص على إيصال موارد إلى جميع الدول بسلاسة".
وشدد على أن "المستقبل في العلاقات بين السعودية ومجلس التعاون الخليجي من جهة وروسيا من جهة أخرى سيستمر".
وأضاف: "نحن كمواطنين سعداء بأن يكون لدينا شراكات استراتيجية مع روسيا ودول من خارج المنظومة الغربية، ولا بد أن يكون هناك تنويع في العلاقات ولا بد أن يكون هناك حد لإقناع الصديق الغربي بأننا قادرون على إيجاد حلفاء آخرين وأننا لن نستجيب للضغوط التي يسعى إليها الغرب بما يحقق مصالحه وتغوله على حساب المنطقة، مع اعتزازنا بالعلاقات مع الغرب، ولكن يجب أن ينظروا إلينا باحترام أيضا".
المصدر: RT