جاء ذلك في منشور على قناته الخاصة على "تليغرام" وحمل عنوان "عن الكراهية". تساءل مدفيديف فيه حول المستهدف الحقيقي من "تانغو" العقوبات الاقتصادية التي لا نهاية لها ضد روسيا.
كتب مدفيديف قائلا: "من هم المستهدفون؟ منهم الذين أراد واضعو هذه العقوبات معاقبتهم على أي حال؟ رئيس البلاد؟ القيادات السياسية والعسكرية؟ كلا. وهذا أمر واضح للعيان. بل وهو ما يعترف به واضعو العقوبات أنفسهم. فلا أحد منّا لديه ممتلكات أو حسابات أجنبية أو مصالح مهمة في الخارج. نحن لا نذهب إلى هناك لا للراحة ولا للعمل".
ومضى موضحا: " أوساط الأعمال الكبيرة في روسيا؟ نعم، فهم بالطبع تكبدوا خسائر كبيرة في ممتلكاتهم خارج البلاد. لكن، ولنكن صادقين، هذه الخسائر لم تكن قاتلة بالنسبة لهم على الإطلاق. سوف يعيشون على أي حال. لديهم الكثير مما تبقى من الممتلكات داخل روسيا. سيكون ذلك كافيا لهم ولأحفادهم".
وأضاف: "ضد من إذن كل هذا؟.. الاستنتاج الذي يطرح نفسه بشدة مثير للاشمئزاز، فهذه العقوبات موجهة ضد الشعب الروسي على وجه التحديد. وبغض النظر عما يقوله العجائز في الولايات المتحدة وأوروبا "أننا إنما نعاقب رؤساءكم، لكننا نحبكم أيها المواطنون الروس العاديون"..، فذلك هو محض هراء. فما هو الغرض من تجميد أصول البنك المركزي الروسي وغيرها من أصول الدولة؟ ببساطة لتدمير الاقتصاد، وضرب الروبل، وزيادة التضخم، ورفع الأسعار في المتاجر، ما يعني خفض مستوى معيشة المواطن الروسي العادي. ما الغاية من حظر شراء النفط والغاز الروسي؟ الأمر ذاته: تقليص إيرادات الموازنة وإجبار الدولة على التخلي عن الالتزامات الاجتماعية، بما في ذلك مضاعفة الدخل. ضرب دافع الضرائب (الروسي) في الريف والمناطق الحضرية، حظر رحلات طائراتنا إلى مختلف الوجهات حول العالم، حظر استخدام وسائل الدفع.. ضد من كل هذا؟ إنه ضد المواطنين العاديين، من أجل جعلهم غير مرتاحين، لا يصب ذلك كله ضد قيادات أسطورية، ولا ضد رجال أعمال أثرياء، وإنما ضد المواطن العادي وحده".
وأشار مدفيدف إلى أن كل ذلك "استنتاج غير مريح، إلا أنه، ومع الأسف، حقيقي. إنهم يكرهوننا جميعا! في قلب كل هذه القرارات كراهية لروسيا، ولكل الروس. كراهية لثقافتنا، من هنا يأتي إلغائهم لتولستوي وتشيخوف وتشايكوفسكي وشوستاكوفيتش. كراهية لديننا، من هنا تأتي الرغبة في تدمير الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وفرض عقوبات على بطريركها. هكذا كان الأمر دائما في معظم الأحيان.. خلال فترة ألكسندر نيفسكي، وفي زمن الاضطرابات، وأثناء الحرب الوطنية عام 1812. وبالطبع في القرن العشرين، عندما كان الاتحاد السوفيتي يعيش باستمرار تحت عقوبات متعددة. ناهيك عن رغبة العالم الغربي في هزيمة الاتحاد السوفيتي أثناء قتاله ضد هتلر.. إنها كراهية مقززة وغير عقلانية. لكن هذا لا يعني أن علينا تحمّل ذلك، نحتاج فقط إلى استخلاص العبر والاستنتاجات الضرورية للمستقبل، إلى تذكر هذا الموقف تجاهنا، وألا نغفر لمن يبغضنا. أبدا".
المصدر: تلغرام