وذكر الوزير الروسي أن الغرب سيجد دائما ذرائع لفرض عقوبات ضد روسيا، لأن هذه العقوبات لا تفرض من أجل معالجة هذه المشكلة أو تلك، "بل يكمن هدفها في كبح جماح تطور روسيا من الناحيتين الاستراتيجية والجيوسياسية".
وأشار لافروف مع ذلك إلى أن لروسيا عددا هائلا من الشركاء في أنحاء العالم، ولا يدور الحديث على الإطلاق عن عزلها.
وفي تطرقه إلى الوضع في دول البلقان قال لافروف إن موسكو ترى الضغط الذي يمارسه الغرب على الحكومات المحلية، بما في ذلك حكومة صربيا، "من أجل حملها على الانضمام للعقوبات الجديدة التي تشمل جميع المجالات من السياسي إلى الثقافي والإنساني".
وتابع: "نشاهد ضغطا لا نظير له في إطار الحملة العامة التي يسميها بعض الساسة الغربيين الحرب الشاملة ضد روسيا، والتي تصلح كل الوسائل لخوضها".
وأشار لافروف إلى أن هذه الممارسات لم تبدأ أمس وأن الاتحاد الأوروبي - في إطار علاقاته مع بلدان تتطلع إلى الحصول على عضوية هذا التكتل - يطالب هذه البلدان بالانضمام إلى مبادراته التي يزداد طابعها معاداة لروسيا أكثر فأكثر. وشدد الوزير على أن ما يميز هذه الجولة من الضغط على روسيا عن سابقاتها انفجار لا نظير له لمشاعر الروسوفوبيا في جميع الدول الغربية.
لافروف: الغرب لا يعترف بالديمقراطية في العلاقات الدولية
ولفت رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أن ممارسات الغرب في العلاقات الدولية لا تمت بصلة للديمقراطية بل هي عبارة عن تسلط واستبداد. وذكر أن الغرب لا يعترف بحق الدول في المساواة بالسيادة بل هو ألغى عمليا القانون الدولي الذي عوضه بما أطلق عليه "النظام العالمي المبني على القواعد".
المفاوضات الروسية الأوكرانية
وأعرب لافروف عن أمل موسكو في أن تتوج الجولة القادمة من المفاوضات الروسية الأوكرانية المزمع عقدها في إسطنبول التركية بنجاح يتمثل في المقام الأول في وقف قتل المدنيين في دونباس.
أما في رده على سؤال عما إذا كان الرئيس الروسي مستعد للقاء نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، فقال لافروف إن بوتين أكد مرارا استعداده للقائه لكن بشرط أن يكون هذا اللقاء معدا جيدا.
وأوضح أن الوضع العام في أوكرانيا وتفاقم الأزمة والنزاع هناك وكثرة المشاكل المتراكمة في هذا البلد تجعل عقد لقاء بين الرئيسين الروسي والأوكراني من أجل تبادل آراء بسيط بينهما أمرا "ضارا"، مؤكدا أن اللقاء سيكون ضروريا "ما أن يكون لدينا وضوح بشأن الحلول في جميع الملفات المحورية".
وتابع أن "المهم الآن هو وقف التساهل مع الأوكرانيين الذين يريدون التظاهر فقط بإجراء مفاوضات والبحث عن حل، فهم قد أفلحوا في ذلك عندما قوضوا اتفاقات مينسك فور توقيعها في فبراير 2015، قبل أن يعلنوا في نهاية المطاف أنهم لن ينفذوها أصلا". وأكد أن موسكو تنتظر "نتيجة عن المفاوضات سيتم تثبيتها من قبل الرئيسين".
سفارات كييف تسيء لوضعها كبعثات دبلوماسية عبر نشر عروض لاستقدام مرتزقة أجانب
وأكد لافروف أن الخارجية الروسية لفتت اهتمام نظيراتها في مختلف دول العالم إلى قيام سفارات أوكرانيا بعرض خدمات عبر مواقعها الإلكترونية لاستقدام مرتزقة أجانب إلى أوكرانيا. وذكر بهذا الصدد أن هذه الممارسات تنافي بنود اتفاقيات فيينا حول الاتصالات الدبلوماسية وتسيء لوضع هذه السفارات كبعثات دبلوماسية.
وشدد على أن الحماية القانونية الدولية لا تشمل المرتزقة الذين لا يتمتعون بصفة "مقاتلين".
المصدر: "تاس"