وذكر ناريشكين أن جهاز الاستخبارات العلمية والتقنية السوفيتية حصل على رسومات وتعليمات عن كيفية تشغيل الطائرة الأمريكية "بي – 29" التي على أساسها صنعت أول قاذفة استراتيجية سوفيتية من طراز "تي – 4".
ولفت المسؤول الروسي عن الاستخبارات الخارجية في مقال نشرته مؤسسة الصحافة الوطنية أن المخططات والرسومات والبيانات الخاصة بالطائرة "بي – 29" تم الحصول عليها في الوقت المناسب، ما أسهم في سرعة تطوير مكتب "توبوليف" لأول قاذفة استراتيجية محلية.
وروى ناريشكين تفاصيل واقعة الحصول على أسرار القاذفة الأمريكية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة مستفيدة مما بدا لها حصانة طيرانها الاستراتيجي، مارست الضغط النفسي من خلال انتهاكها بانتظام المجال الجوي السوفيتي في الشرق الأقصى في سنوات ما بعد الحرب.
ولوقف هذه الاستفزازات، نجح الخبراء السوفيت في استدراج 3 قاذفات أمريكية من طراز "بي – 29" إلى مطار بالقرب من فلاديفوستوك، باستخدام عامل الأحوال الجوية السيئة، وذلك بإرسال إشارات لاسلكية مناسبة من الأرضي السوفيتية.
وتابع المسؤول الاستخباراتي الروسي هذه الرواية المثيرة، لافتا إلى أن طائرة "بي – 29" كانت في ذاك الوقت جديدة في جميع أوجه أنظمة الطيران من هيكل ومحركات وتحكم وملاحة واتصالات وقصف موجه وأسلحة أخرى.
وتحديدا من الطائرة القاذفة "بي - 29"، تم إسقاط أولى قنبلتين نوويتين، ومع وصول إدارة الرئيس هاري ترومان إلى البيت الأبيض، برز تهديد باستخدامها ضد أراضي الاتحاد السوفيتي.
وكشف ناريشكين أن قيادة البلاد حينها بتوصية من الاستخبارات الخارجية قررت عدم إعادة الطائرات التي تم الحصول عليها، وإرسال أطقمها فقط عبر القنوات الدبلوماسية إلى الولايات المتحدة.
وفي وقت قصير، تمكن المتخصصون السوفيت وطيارو الاختبارات من استيعاب الطائرات الأمريكية، ونقلت بأقصى درجات السرية إلى مطار مغلق بالقرب من موسكو.
كان على مكتب تصميم "توبوليف" أن يصنع طائرات مماثلة خاصة به في أسرع وقت ممكن، وكان إنجاز مثل هذه المهمة مستحيلا من دون توافر الوثائق التقنية الأمريكية الكاملة المشابهة، والتي حصل عليها ضباط الاستخبارات السوفيتية.
المصدر: نوفوستي