وعشية الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير العاصمة الألمانية في الحرب العالمية الثانية، فتحت الإدارة العسكرية الروسية على موقعها فى الإنترنت قسما خاصا للوسائط المتعددة يسمى"الاتفاق النهائي للحرب الكبرى" نشرت فيه وثائق تاريخية من مجموعات الأرشيف المركزي، حول معركة تحرير برلين التي خاضها الجيش السوفيتي، ورد فيها:
"ووفقا لتقارير قتالية، خاضت وحدات من جيش الصدمات الخامس بقيادة الجنرال نيكولاي برزارين، معارك هجومية شديدة في شوارع برلين لكسر المقاومة العنيفة للعدو. كان عليهم أن يحرروا كل شارع ومنزل في معارك العاصمة الألمانية عن طريق هجوم صاعق، وفقد أظهر الجنود السوفيت شجاعة فائقة وكفاءة عالية في هذه المعارك تشهد على بطولات الجيش الأحمر".
نشر القسم أيضا أمر القائد الألماني للدفاع عن برلين، وآخر قائد لقوات المدفعية الألمانية، هيلموت ويدلينغ، حيث دعا القوات الألمانية التي تدافع عن المدينة إلى وقف المقاومة على الفور: "في 30 أبريل 1945، انتحر الفوهرر الذي أقسمنا الولاء له وبقينا وحدنا نواجه مصيرنا.... نقص الأسلحة الثقيلة والذخيرة والوضع العام يجعل هذه المعركة لا طائل منها... يطيل من المعاناة الرهيبة للسكان المدنيين في برلين والجرحى. كل من يواصل المعركة من أجل برلين سيجلب تضحية عبثية. لذلك وبالاتفاق مع القيادة العليا للقوات السوفيتية، أطالب بوقف القتال على الفور".
هكذا أمر قائد الدفاع عن برلين، الجنرال ويدلنغ، بإنهاء القتال على الفور.
وتصف وثائق أخرى، على وجه الخصوص، في التقرير القتالي للجبهة البيلاروسية الأولى، نشر ليلة 28 أبريل 1945 الزج بمظليين من كتيبة مشاة بحرية لإنقاذ الرايخستاغ.
ومن الوثائق المنشورة، يمكن الاستنتاج أن مبنى الرايخستاغ كان عقدة مقاومة قوية، وكان أحد أهم القلاع في نظام الدفاع في مدينة برلين. لذلك ورد في إحداها: "استمرارا للهجوم وكسر مقاومة العدو، احتلت وحدات الصدم الثالثة المبنى الرئيسي للرايخستاغ ورفعت العلم السوفيتي عليه في الساعة 14:25 يوم 30 أبريل. ويستمر الهجوم في برلين ..." ، حسبما جاء في مقتطف من التقرير المقدم إلى ستالين من قائد الجيش السوفيتي الأول على الجبهة البيلاروسية، المارشال، غيورغي جوكوف.
في التقرير القتالي لقائد الجبهة الأوكرانية الأولى، المارشال إيفان كونيف ، لوحظ أن القتال داخل الرايخستاغ استمر حتى 1 مايو، واستسلمت بعض مجموعات العدو الألماني التي كانت متمركزة في الطوابق السفلى في 2 مايو فقط.
وورد في تقرير المارشال كونيف:" في يوم واحد فقط - 2 مايو 1945، تم أسر 34 ألف جندي وضابط من قوات العدو ... والاستيلاء على 37 دبابة وأكثر من 150 بندقية وعدد كبير من الأسلحة والممتلكات الأخرى. وكان من بين الضباط الأسرى قائد فرقة المشاة الألمانية 286 اللواء فون روبن".
ونشر القسم أيضا مواد تحكي عن بطولة الجيش السوفيتي خلال تحرير برلين في عام 1945، بما في ذلك إنجاز الرقيب الأول إيليا سيانوف ورفاقه.
كانت هذه الوحدة من فوج المشاة 756، أول من اقتحم مبنى الرايخستاغ. طوال اليوم حاول النازيون صد المقاتلين السوفيت: أضرموا النار في المبنى، وألقوا قنابل اليدوية عليهم. اشتعلت النيران في ملابسهم عدة مرات، لم يتبق هناك هواء للتنفس. في هذه المعركة ، دمرت هذه الوحدة ما يصل إلى 150 فاشيا وألقت القبض على 300.
المصدر: "نوفوستي"