وجاء في كلمة بوتين: "جلالة الملك، الزملاء المحترمين، يبدو أن المشاكل الحالية المرتبطة بجائحة كورونا الجديد ستؤدي إلى اضطرابات أضخم من أزمة عامي 2008- 2009 المالية، أما النزاعات التجارية والعقوبات فستؤدي بدورها إلى تعميق الركود الاقتصادي.
نعتقد أن الخطر الرئيسي يكمن في البطالة طويلة الأمد، والتي ستتجاوز ذروتها وفقا لأي سيناريو، مستوى عام 2009. أما ديناميكية البطالة ستكون المؤشر الرئيسي لفعالية تدابيرنا المتخذة في مكافحة الأزمات.
إن الأزمة الحالية ستترك، لا محالة، أثرها على التنمية العالمية، ولفترة طويلة. لذلك ومن دون شك لا يمكننا السماح لأنفسنا التصرف وفقا لمبدأ "كل واحد مسؤول عن نفسه"، وقد تحدث الزملاء هنا كثيرا بالفعل عن هذا الأمر. أتفق تماما مع ذلك".
وأضاف: "سأبدأ بالمهام العاجلة في مجال الرعاية الصحية: أولا، من الضروري، بالطبع، وجرى الحديث عن هذا أيضا، التبادل المنتظم للمعلومات الموثوقة بشأن تطور الجائحة في بلداننا وحول التدابير المتخذة. كما نوقشت أيضا الحاجة إلى مساعدة البلدان الإفريقية. أعتقد أنه بشكل عام يجب أن تهدف جهود منظمة الصحة العالمية اليوم إلى تحديد الأوبئة الخفية لفيروس كورونا في البلدان التي يوجد فيها إمكانيات لإجراء الاختبارات. البحث المشترك بين دولنا يمكنه أيضا أن يسرع بشكل جدي في تطوير اللقاحات والأدوية.
الآن بضع كلمات عن الاقتصاد. تخصص حكومة روسيا 1.2 في المئة من الناتج الإجمالي للبلاد لمكافحة هذه الأزمات. ونفس حجم الدعم تقريبا يقدمه البنك المركزي الروسي. لكننا جميعا، إذا تحدثنا عن مجموعة العشرين ككل، نحتاج إلى خطة عمل مشتركة لتحقيق الاستقرار، ودعم اقتصاداتنا واستعادة الثقة في الأسواق العالمية.
بالطبع، يجب أن تلعب الميزانيات الوطنية دورا رئيسيا في زيادة الطلب العالمي. لكن وبسبب التقلبات الشديدة في الأسواق العالمية التي نلاحظها كل يوم، فإن فرص الاقتراض محدودة للعديد من البلدان - وهذا يجب أن نأخذه في الحسبان أيضا".
وتابع: "الوضع يزداد تعقيدا. من المهم في هذا الصدد، ومن المهم للغاية الآن ضمان التمويل للبلدان التي تحتاج للموارد، أعني بشكل خاص الدول التي تأثرت وتعاني من هذه الأزمات ومن هذه الجائحة.
في هذا الصدد، كان من الممكن التفكير في إنشاء صندوق خاص تحت رعاية صندوق النقد الدولي يتم تمويله بالدرجة الأولى من موارد البنوك المركزية - مصدرو العملات المدرجة في سلة صندوق النقد الدولي. ومن ثم منح أي عضو في صندوق النقد الدولي الحق في الحصول على قروض طويلة الأجل وبدون فائدة بما يتناسب مع حصته في الاقتصاد العالمي.
الآن قيل الكثير أيضا عن الحاجة إلى ضمان التدفق الطبيعي للسلع. هذا بالتأكيد أمر مهم. ولكن الأمر الذي لا يقل أهمية هو إنشاء ما يسمى بالممرات الخضراء خلال فترة الأزمة والتي لا تتأثر بالحروب التجارية والعقوبات من أجل الإمدادات المتبادلة من الأدوية والأغذية والمعدات والتكنولوجيا. ومن الناحية المثالية يجب علينا تضامنا تجميد القيود على السلع الأساسية وعلى العمليات المالية لشرائها. وقبل كل شيء أنا أتحدث عن الدول التي تعاني أكثر من غيرها من هذه الجائحة. وفي نهاية الأمر هذه مسألة حياة أو موت، إنها قضية إنسانية بحتة. من الضروري تنظيف هذه المسائل من جميع القشور السياسية.
بالحفاظ على التعاون التقليدي لمجموعة العشرين بين وزارات المالية والبنوك المركزية يمكننا تعزيز تعاوننا على مستوى مستشارينا الاقتصاديين خلال الأزمة. فهم يتمتعون بإمكانية التواصل المباشر مع قادة الدول ويمكنهم اتخاذ القرارات الفورية ومن دون إجراءات بيروقراطية وبسرعة كافية.
وفي الختام أود التعليق بعبارتين حول المنظمات الدولية على المستوى العالمي. من الواضح أنها لا تملك آلية لتحقيق الاستقرار التلقائي عند وقوع الأزمات. ولهذا فمن الضروري العمل بكفاءة وبأسرع ما يمكن لإنهاء جميع القضايا المتعلقة بإعادة تنظيمها.
شكرا على اهتمامكم".
المصدر: RT