ولفت لافروف إلى أن "قراءات بريماكوف" التي تجرى كل عام ويهتم بها الكثيرون من الروس والأوساط العلمية والدبلوماسية داخل روسيا وخارجها، وكشف عن قرار نصب تمثال لبريماكوف أمام ساحة مبنى وزارة الخارجية وسط موسكو.
وقال لافروف: "نشكر لبريماكوف اهتمامه الكبير بالحفاظ على بلادنا والإرث الكبير الذي تركه لنا".
وتابع: "الكثير من الحاضرين عرفوا يفغيني بريمكاوف... عرفوه شخصيا وكل من عمل معه كان يعتبره معلما، فبريمكاوف شخصية عالمية متعدده المواهب، وكان ينطلق من أهمية المصالح الوطنية لشعبه ويحل جميع القضايا العالقة التي تهم البلاد مهما كانت صعوبتها".
وأشاد لافروف بأعمال وزير الخارجية الأسبق بريماكوف، مذكّرا بأن الرئيس فلاديمير بوتين ما انفك يؤكد أن بريماكوف "مواطن روسي بكل معنى الكلمة".
وتابع: كان له باع طويل في الدبلوماسية، ولاسيما سنة 1996 عندما تعرضت روسيا لكثير من المشاكل بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء حقبة المنظومة العالمية ذات القطبين وحلول المنظومة الأحادية... كان بريماكوف من قلّة تمكنوا من التنبؤ بالأوضاع والسعي إلى منظومة متعددة الأقطاب، وأعماله تدل على ثقته والتزامه بمصالح بلده التعددي والديمقراطي".
وشدد الوزير على أن الكثير من أعمال يفغيني بريماكوف حققت نتائج هائلة في الحفاظ على سيادة وتقاليد روسيا، كما أنه عندما شغل مهام وزير الخارجية وضع أسس السياسة الخارجية التي تقوم عليها الدبلوماسية الروسية المعاصرة.
ولفت لافروف إلى اهتمام بريماكوف الدائم بتطوير العلاقات مع رابطة الدول المستقلة، والمحافظة على الأمن والتعاون في الفضاء الأوراسي وضرورة العمل المشترك في إطاره وإزالة العوائق بين بلدانه وتأمين القوى العاملة وسوق الطاقة، وإنشاء مناطق للتجارة حرة.
وأضاف أن بريماكوف أكد خلال مسيرته المهنية أن روسيا القوية يجب ألا يلمس فيها الآخرون عدوا خارجيا، ونادى بضرورة التركيز على الدبلوماسية متعددة الاتجاهات دون الإضرار بالتوجه الأوروبي.
"بريماكوف، دعا إلى العمل المشترك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهذه الفلسفة كانت تساعده في إدراك المشاكل الجيوسياسية في هذه المنطقة وخاصيتها، لكن نظراءنا في الغرب، للأسف، لم يستمعوا له... نرى الآن نتائج ذلك في العراق وليبيا وسوريا واليمن وكيف دمّرت مؤسسات الدولة في هذه البلدان، وبرزت فيها المشاكل العرقية والطائفية".
وختتم لافروف بالقول: "سر نجاح بريماكوف الدبلوماسي، يكمن في قدرته الكبيرة على جذب المتحدثين إليه وإيجاد الحلول الوسط... كل ذلك جعل منه سياسيا محنكا يحترمه الجميع.. سنتذكره دائما زميلا ومساعدا ومعلما".
ترأس يفغيني بريماكوف مجلس الاتحاد في البرلمان السوفيتي، وبعدها هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية، ثم أصبح وزيرا للخارجية، وبعدها رئيسا للحكومة الروسية.
استطاع بريماكوف بحنكته السياسية بناء صداقات مع شخصيات كثيرة في الشرق الأوسط، حتى أصبح شخصا لا غنى عنه، ومبعوثا إلى المنطقة في أوقاتها العصيبة.
المصدر: RT