هوس التسوق - رغبة جامحة لاقتناء الاشياء التي عادة ما تكون غير ضرورية. للوهلة الاولى لا تحمل هذه العادة اي ضرر وكانها "جرعة دواء عن العصبية". ولكن، هل انها حقا كذلك؟ حول هذه المسألة يقاسمنا ضيوف البرنامج وجهات نظرهم:
المستشارة الرئيسية لوكالة "دليل المشترين" آنا شيلوفا.
طبيب الأمراض النفسية أرتيوم تولوكونين.
معلومات عامة حول الموضوع:
احصائيات
يعتبر علماء النفس والأطباء النفسانيون هوس المشتريات من أشكال الإدمان الشبيهة بالإدمان على الكحول والتدخين. وحتى الآونة الأخيرة كان الولع بالمشتريات دون ضابط او قيود يعتبر من خصائص المجتمعات الغربية. ففي الولايات المتحدة يعاني 50% من السكان من الإدمان على المشتريات، إن صح التعبير. فيما يراجع الأطباءَ النفسانيين في بريطانيا وكندا 42 % من السكان ليتخلصوا من عادة المشتريات والتبعية الغادرة للمتاجر والحوانيت. وفي روسيا، كما تفيد الإحصائيات، يتعرض حوالى 20 % من السكان الراشدين لمرض شراء الحاجيات الضرورية وغير الضرورية بكميات ما انزل الله بها من سلطان. ويزداد عدد الأشخاص المندفعين بعادة الشراء بمنتهى السرعة في المدن الروسية الكبيرة التي تشهد الآن نجاحا في تطورها. فإن نسبة هؤلاء في موسكو على سبيل المثال تشكل 25 % من السكان تقريبا. وكان الرأي السائد لأمد طويل أن غواية المشتريات تستولي بالدرجة الأولى على النساء في سن لا تتجاوز الأربعين. الا ان الولع بالمشتريات أخذ يستحوذ في السنوات الأخيرة على الجنس القوي. ويهدد أيضا بإجتياح ما يسمى " بالشباب الذهبيين" ، اي ابناء الأثرياء. النساء المتسوّقات يفضلن في الغالب شراء الحاجات المترتبطة بمظهرهن الخارجي، كالثياب والأحذية ومساحيق التجميل والمجوهرات. اما الرجال فيقتنون بالأساس الحاجيات التي ترمز الى المكانة المرموقة، كالسيارات والمستلزمات الرياضية والهواتف النقالة الباهظة الثمن وأجهزة الحاسوب.
في روسيا
مرة في العام على الأقل، عشية اعياد الميلاد ورأس السنة، في العديد من بلدان العالم، وفي روسيا ايضا، يتحول الى "متسوقين" حتى الذين لا يعانون من هذا الخلل النفساني في سائر الأيام. ومن عام لآخر ينفق أهالي روسيا المزيد من الأموال على شراء الهدايا للأقارب والأصدقاء والزملاء لمناسبة عيد رأس السنة. التنزيلات الكبيرة والواسعة التي تسبق العيد تغري الروس بإنفاق مبالغ طائلة على المشتريات. وخلال شهر ديسمبر/كانون الأول وحده تسجل بعض المتاجر الضخمة في روسيا ارقاما قياسية في المبيعات تعادل ما تبيعه عادة في غضون ثلاثة أشهر. ويشمل "الإنفجار الشرائي" بالدرجة الأولى سلعا مثل العطور والإلكترونيات والأدوات المنزلية والأطعمة. ويعزو الخبراء استعداد الروس لصرف المزيد من المال على هدايا رأس السنة الى ازدياد المداخيل في البلاد. الا ان دورا كبيرا في تسعير الحمى الشرائية قبيل العيد يعود الى صناعة الإعلانات التي تتفنن في ابتداع مختلف انواع المغريات لدفع المشترين الى المتاجر والحوانيت زُرافاتٍ وَوِحدانا.