وإن كانت سرعة أجهزة الأمن الروسية في القبض على المنفذين الأربعة، وسبعةِ أشخاص آخرين على صلة بالهجوم ستساعد في كشف خيوط هذه الجريمة الإرهابية، إلا أن سلوكاً غربياً أثار المزيد من التساؤلات. لِمَ يسارع الغرب إلى اتهام تنظيم داعش الإرهابي، قبل أن توجِّهُ موسكو أي اتهام رسمي؟ نحن لا نحاول تبرئة هذا التنظيم الإرهابي من جريمة، يحفلُ تاريخُهُ بما لا يقل عنها فظاعة.. لكن، ولأننا نعرف تاريخ الغرب في استثمار التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود لتحقيق أهدافٍ، يصبح مشروعاً طرح هذه التساؤلات.. لماذا توجه الإرهابيون إلى أوكرانيا بعد تنفيذ جريمتهم؟ ألم يهدد مدير المخابرات الأوكراني بنقل مشاهد الحرب إلى قلب موسكو؟ ألم تدعُ واشنطن ولندن رعاياهما في روسيا إلى توخي الحذر خشية وقوع هجمات إرهابية، ولم تبلغ الأمن الروسية؟ أمام هذه التساؤلات تصبح المسارعة لاتهام داعش أشبه بإدانة لأصحابه، وأشبه بمحاولة لوأد ما قد تكشفه التحقيقات، وما أدراك ما قد تكشفه؟