يرى كثيرون أن عدم انكسار الحزب جراء الضربات غير المسبوقة التي تعرض لها شكِّلُ بحد ذاته معجزة. فما بالك والحزب يقاتل منذ أكثر من شهر عند الحدود، لا ينكسر ولا يتراجع لا بل حتى يكبِّدُ القواتِ الغازيةَ خسائرَ كبيرةً جداً، ويوسِّعُ نطاقَ النار لتطال حيفا وتلِّ أبيب، ويطلق حتى إنذارات إخلاء لعشرات المستوطنات الإسرائيلية. يُتَرْجَمُ هذا الواقع في خطاب الأمين العام الجديد لحزب اللـه استعداداً لحرب طويلةٍ يؤكِّدُ أن كلَّ وسائل الانتصار فيها متوفرة. وفيما المعركة على أشدِّها تخرج من تل أبيب مسوَّدَةِ اتفاق لوقف الحرب على لبنان، تعطي إسرائيل كلَّ ما تطلبه، وسيكون شبه مستحيل قبولُها من جانب لبنان كما هي. فما الذي سرَّعَ الحديث عن الحل؟ أليس ما خفي من الخسائر الإسرائيلية الكبيرة؟ وهل فعلاً اقترب وقف الحرب على لبنان؟