ما نتائج جولة أخرى من توافد المعارضة السورية على موسكو؟ هل تستطيع المعارضة الممثلة بالمجلس الوطني ومعارضي الداخل أخيراً إيجاد ولو الحد الأدنى من اللغة المشتركة؟ هل هو قابل للتطبيق البند الخاص بتشكيل الحكومة الانتقالية؟ وكيف يمكن أن يظهر محاورون مفوضون عن كلا الطرفين او الأطراف وفقا لخطة عنان المقررة في جنيف؟ وهل لا يزال ثمة بصيص نور من الأمل لحل الأزمة السورية سياسيا لا عن طريق تدخل عسكري؟
معلومات حول الموضوع:
جرت خلال الأسابيع الأخيرة محاولات سياسية نشطة للغاية في جنيف والقاهرة وباريس وموسكو من طرف المجتمع الدولي والمعارضة السورية في الخارج والداخل للضغط على الحكومة السورية وعلى الدول الداعمة لها. ورغم استحسان جميع أطراف مؤتمر جنيف لخطة أنان الجديدة التي تنص على تشكيل حكومة انتقالية تبقى مسألة تنفيذ هذه الخطة متوقفة كليا على قدرة ورغبة الطرفين المتنازعين في إنهاء العنف وبدء مرحلة جديدة في التاريخ السياسي لسورية. النظام السوري الذي يستعرض عضلاته وتصميمه على التصدي للقوى التي تتلقى الدعم من الخارج انما يتصرف بمنتهى التشدد ولا ينوي الإستسلام. كما يتمسك بموقف متصلب المجلسُ الوطني السوري المعارض والداعمون له في الغرب وتركيا ودول الخليج، مطالبين برحيل بشار الأسد فورا ، ويهددون بتدخل عسكري في حال عدم تلبية هذا الطلب. ومما يزيد في الطين بـِلة انقسام ُ المعارضة السورية على نفسها وعجزها عن التوصل الى حل وسط والدخول في مفاوضات مع الحكومة. وللأسف الشديد ففي غياب الحوار المباشر بين الحكومة السورية وخصومها وعدم استعداد كل من الطرفين للقيام بتنازلات للطرف الآخر تبقى جهود الوسطاء الدوليين غير مثمرة ، فيما تقع مسؤولية الضحايا والخراب بسورية في أعناق جميع الأطراف المتورطة في الأزمة السورية دون استثناء.