لوحظ في الفترة الاخيرة زيادة نشاط بعض البلدان العربية في مجال الطاقة. والحديث هنا يدور، قبل كل شئ، حول استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية. لمَ هذه الحاجة الى الطاقة الذرية بالنسبة لبلدان تمتلك من النفط والغاز ما لم يمتلكه احد اخر؟ واي البلدان العربية تعتبر المرشح الحقيقي لامتلاك احتياطي من الطاقة الذرية؟ عن هذه الاسئلة وغيرها يجيب ضيوف حلقتنا لهذا اليوم:
معلومات عامة عن الموضوع:
تاريخ القضية
أبدت دول الشرق الأوسط اهتماما باستخدام الطاقة الذرية منذ خمسينات القرن العشرين. وحتى الوقت الحاضر وقّعت جميع الدول العربية معاهدة حظر نشر السلاح النووي لعام 1968. علما بأن نشاط هذه الدول في الميدان النووي خاضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن اكثر الدول العربية اهتماما بالدراسات والنشاطات التطبيقية في الميدان النووي مصر والجزائر والمملكة العربية السعودية والمغرب، وكذلك تونس والأردن وسورية والإمارات العربية المتحدة. وكلها تمتلك او تنوي وضع برامج نووية وطنية. وقد طلب بعضها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساعدة فنية في توليد الطاقة الكهروذرية في بلدانها.
ويبدي اعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية - البحرين وقطر والكويت والإمارات وعُمان والسعودية اهتماما متزايدا في الآونة الأخيرة بمسائل تطوير توليد الطاقة الكهروذرية. ويعزو البعض اسباب ذلك الى نشاط ايران في المجال النووي. وتعتبر الدول العربية الخليجية الطاقة الكهروذرية المصدر الرئيسي للحصول على الكهرباء في المستقبل.
بعض الدول العربية لم يوقع حتى الآن معاهدة الحظر الشامل لتجارب السلاح النووي. كما لم توقع عدة دول عربية حتى اليوم، على البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر نشر السلاح النووي. وهو البروتوكول الذي يخول المفتشين الدوليين تفقد المواقع النووية الوطنية بمزيد من الدقة.
القراءة الدولية للمسألة
تقوم البلدان العربية بتنسيق الجهود لتطوير التكنولوجيا النووية كرد فعل على طموحات ايران المتزايدة لتطوير تقنياتها النووية. كما يُعتبر مناسبةً لتذكير اسرائيل بضرورة كشف النقاب امام المجتمع الدولي عن برنامجها النووي بوضع مواقعها الذرية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوقيع معاهدة عدم نشر السلاح النووي.
ولا شك ان بعض الدول العربية تَعتبر الحصول على التقنيات النووية فرصة محتملة لإستخدامها في حماية أمنها القومي والعسكري، على الرغم من انها لا تعلن ذلك صراحة.
ولا يقتصر الأمر على السياسة طبعا. فالعرب ينطلقون، دون ريب ايضا، من الإعتبارات التطبيقية البرغماتية. فالمفاعلات الموجودة في بعض الأقطار العربية لأغراض البحث العلمي أكل الدهر عليها وشرب. ولم تظهر للوجود حتى اليوم ولا محطة كهروذرية عربية واحدة، على الرغم من ان جامعة الدول العربية تعتبر الطاقة الكهروذرية من اكثر المصادر الواعدة لتوليد الكهرباء.
نظرا لتخلف دول المنطقة الشديد في ميدان التقنيات وغياب العدد اللازم من الكوادر الوطنية المؤهلة سيتم تنفيذ المشاريع النووية هناك بمساعدات اجنبية واسعة من الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا والأرجنتين بالأساس.
والى ذلك ستتخذ الأقطار العربية التدابير الكفيلة بتسريع وتوسيع اعداد كوادرها العلمية والهندسية والفنية لتتوفر لها امكانية اجراء البحوث والدراسات والأعمال في الميدان النووي بالإعتماد على النفس.