يقولُ رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن جيشَه يتحمَّلُ أكلافاً مضاعفةً جراء غياب حراك سياسي يفترض أن يجيب عن سؤال اليوم التالي للحرب. ولأنه لا جواب، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه مضطراً للنزف في جباليا مجدداً، بعد أن كان يفترض أنه انتصر فيها.. وسيكون مضطراً للقتال والنزفِ مجدداً في مناطق أخرى في قطاع غزة من دون أفق. يضمُّ هنا هاليفي صوتَه للانتقادات الواسعةِ لحكومة نتنياهو بتحميل الجيشِ عِبْءَ غياب أفق سياسي للحرب. فبعد كل ما جرى، هل يستطيع مسؤول في إسرائيل تقديمَ صورةِ اليوم التالي للحرب؟ لا.. هل يستطيع مسؤول في إسرائيل تقديمَ صورة نصرٍ لأكثر من 7 أشهر من القتال غير المسبوق؟ لا.. والأهم، هل يستطيع أحدٌ في إسرائيل محوَ هزيمة السابع من أكتوبر من وعي الإسرائيليين؟ مشكلة إسرائيل الكبرى هي أنها بالرغم من كلِّ ما فعلته في غزة، إلا أنها عاجزةٌ عن تقديم صورة انتصار.. وليس مؤكداً أن استمرار الحرب سيغيِّرُ هذه الحقيقة..