وقبل أن نفهم منه أسباب اعتذاره هذا دعونا نعود قليلا إلى الوراء.. في عام ١٩٩٨ فاجأ مجموعة من المثقفين المصريين الرأي العام بتكوين ما أطلق عليه تحالف كوبنهاجن بينهم وبين مثقفين إسرائيليين، والذي دعا إلى تجاوز جراح الماضي والسعي نحو علاقات طبيعية بين مصر وإسرائيل، وهو ما فشلت معاهدة السلام في تحقيقه على المستوى الشعبي، ولم يكن حظ هذه الدعوة أفضل في تحقيقه، ورغم أن ضيفي لم يكن جزءا من هذا التحالف، إذ سبقه بسنوات في زيارة إسرائيل إلى أنه شاركهم في الكثير من منطلقاتهم الفكرية مخالفا مشاعر الأغلبية، فلماذا دفعته عملية طوفان الاقصى وما تلاها إلى مراجعة أفكاره بشكل لم يحدث في كل التاريخ الطويل الذي كان شاهدا عليه من الصراع مع إسرائيل؟