حين قرَّرَ الرئيس الأوكراني المنتهية شرعيته فلاديمير زيلينسكي الزجَّ بالشعبِ الأوكراني في حربِ الناتو ضدَّ روسيا لم يستشرِ الشعبَ، الذي دفعَ وحيداً ثمنَ هذه المقامرةِ القاتلة.. الآن يعود زيلينسكي بكرةِ النار ويرميها بين يدي الشعب الأوكراني، بحجة أن موضوعَ التنازل عن الأراضي لمصلحة روسيا يحتاج استفتاءً شعبياً. هنا لا بدَّ من الإشارة إلى أن روسيا لا تعترف بشرعية زيلينسكي بعد أن انتهت ولايتُهُ الرئاسية ومدَّدَ لنفسِهِ مخالفاً الدستور الأوكراني، وهي كررت مراراً أن لا قانونيةَ لأيِّ شيء يصدر عنه، حتى ولو كان الموافقة على اتفاقٍ لحلِّ الأزمة.. لكنَّ موسكو تعتبر أن زيلينسكي يخادع وأنَّ وهدفَهُ كسبُ الوقت. يحصل ذلك فيما يجهدُ الأوروبيون لمواصلة النفخِ في النار الأوكرانية، عبر مؤتمراتٍ واقتراحاتٍ حلٍّ مضادة، يعرفون سلفاً أنها مرفوضة روسياً. ربما يحاولون كسب الوقتِ أيضاً.. وبعدَ أن اكتسبت خلال الأسبوعين الماضيين خطةُ ترامب لحلِّ الأزمة دفعاً كبيراً، يقول الرئيس الأمريكي إنه سيتضحُ قريباً ما إذا كان ممكنًا حلُّ الأزمةِ الأوكرانية.. كيف تقرأُ روسيا كلَّ هذا الحراك؟ هل ينجحُ ترامب في إنقاذِ خطتِهِ من عراقيل كييف وأوروبا؟ ثمَّ ماذا لو فشلتِ الخطة؟