بسرعة نسبية أبصرتِ الحكومةُ اللبنانيةُ الجديدةُ النورَ بتشكيلةٍ ظاهِرُها تقني والباطِن سياسي. لا مشكلة في ذلك، فمن يعرف لبنان يدرك أن السياسة والطائفية تطبعان كلَّ ما له علاقة بالشأن العام، من رأس الهرم إلى أسفله. بكل الأحوال يَعِدُ الآن رئيسُ الحكومة اللبنانيين بإعلاء مصلحة العباد والبلاد فوق أي مصلحة أخرى. وبتفصيل أكثر: إعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم، وإعادة الثقة بين لبنان ومحيطه العربي، وكذلك الأمر مع المجتمع الدولي. ربما تكون الأولى هدفَ نواف سلام الأصعب، وهو كذلك يعطي أولوية تحرير أراضي البلاد من الاحتلال الإسرائيلي وإعادةِ إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.. وإلى أن يثْبُتَ العكس، لا تسألوا اللبنانيين عما ينتظرونه من هذه الحكومة أو غيرِها. فمرارةُ تجارب العقود السابقة لا تحلِّيها وعودٌ برَّاقة، مع أن الشعب اللبناني أثبت أنه لا يفقد الأمل.