الواقع هو أن الغرب أشعل فتيل المواجهة مع روسيا عام 2014 على أرضِ أوكرانيا، وصولاً إلى محاولة ضمِّها إلى حلفِ الناتو العدواني. أكَّدَ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه الحقائق مجددا أثناء الخطِّ المباشر مع الصحفيين والمواطنين، مطمئناً الغرب إلى أن ما يضمنُ أمنَهُ هو احترامُ مصالحِ روسيا وعدمُ خِداعِها، كما يفعل منذ شباط عام 1990. يلفت بوتين إلى تناقضاتٍ تحتاجُ روسيا لتوضيحها. فكيف يمكن أن يتحدثَ الأمينُ العام للناتو عن الحرب مع موسكو فيما الدولة التي يقومُ عليها الحلف، أي الولايات المتحدة لم تعد تلحظ روسيا كعدوٍّ أو خصم. بالتوازي مع الحدث السنوي في روسيا، كان الاتحادُ الأوروبي يتوِّجُ فشله في مصادرةِ الأصول الروسية المجمدة عبر طيِّ القمة الأوروبية هذا الطرحَ. فيما خرجَ الرئيس الفرنسي داعياً إلى إعادة فتحِ قنواتِ التواصل الأوروبية مع الرئيس بوتين.. لكن على أيِّ أساس؟ هل يفهمُ الأوروبيون أن نجاحَ الحوارِ يحتمُ عليهم تغيير نهجهم في التعامل مع روسيا؟