إلام تفضي بعض الممارسات الراديكالية لمن يؤمن بالفكر الليبرالي والمنتشرة في مجتمعات غربية عدة وتشمل هذه الممارسات الإساءة المتعمَدة إلى الرموز الدينية والدعاية الإعلامية المكثفة لـ"حب" المثليين وزواجهم على سبيل المثال؟ كيف يتعايش مع هذه الظروف أصحاب القيم الإسلامية التقليدية؟ أين تمر الخطوط الفاصلة بين حماية الحرية الشخصية واحترام ثقافات البيئات المحافظة وتقاليدها؟
معلومات حول الموضوع:
على خلفية اشتداد الجدل والخلاف في المجتمعات الغربية بشأن ازدياد عدد الوافدين من بلدان آسيا وافريقيا وتكاثرهم تتصاعد في الغرب ليبرالية من الطراز الحديث.وتتمحور هذه الموجة حول تصعيد الدفاع عن حقوق الفرد وحرياته الشخصية والتصدي لزحف القيم الوافدة، الغريبة على الأوروبيين، كيلا تتسرب الى الحياة العامة والثقافية. وبدأ يتخذ هذا النضال من اجل حرية الفرد أشكالا متطرفة، بما فيها الحركات الداعية الى شرعنة زواج المثليين على سبيل المثال. ومن جهة أخرى نشهد مقاومة قاسية لتعدد الزوجات وحظرا لارتداء الثياب الإسلامية التقليدية في الأماكن العامة ومطالبة بمنع بناء المساجد. كثير من المؤمنين، سواء من المسيحيين والمسلمين وابناء الأديان الأخرى، باتوا يشعرون بأن الترويج لاتجاهات الليبرالية الحديثة في البلدان الغربية يشكل خطرا على قيمهم وتقاليدهم الدينية والعائلية. ويرى نقاد الليبرالية ان المشروع الغربي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة يهدف الى تفكيك منظومة القيم في المجتمعات التقليدية واستبدالها بما يسمى بالقيم الشاملة. حتى ذهب بعضهم إلى الزعم أن النخب الأوروبية والأمريكية تعمد إلى تشجيع تبني مناهج تتسبب في خفض تكاثر السكان في العالم لأنها تعتبره كبيرا للغاية. إلا أن مناهضي الليبرالية يتحدثون أيضا عن ازدواجية المعايير في التعامل مع المسلمين وأبناء الجاليات الأخرى المقيمين في البلدان الغربية. وبالفعل، فلو كان جميع المواطنين الأوروبيين يتمتعون بحقوق متكافئة فكيف نفسر القيود المفروضة على بناء المساجد وارتداء النقاب؟
أما ان دعاة الفكر الليبرالي فلا يزالون يرون فيها ضمانة رخاء المجتمع وسلامته، كونها، في اعتقادهم، اساس التعددية والتسامح والديمقراطية.