تقوم الاجهزة الامنية لمختلف البلدان بالبحث عن العباقرة في مجال الحاسوب بهدف الصراع ضد الارهابيين والمجرمين. حتى ان ممثلي اجهزة الامن في الولايات المتحدة الامريكية شاركوا خلال الصيف الماضي باجتماع دولي لقراصنة الانترنيت في مدينة لاس فيغاس. ان التهديد باستخدام الشبكة العنكبوتية اصبح اكثر فاكثر امرا واقعيا.
فاي من المؤسسات والتشكيلات تقع في "منطقة الخطر" وعليها الدفاع ضد الهجمات الالكترونية؟ ومن يهدد امن الدول وسلامة المواطنين باستخدام الانترنيت عدا الارهابيين؟ وهل تمتلك البلدان المختلفة اختصاصيين جاهزين للحرب في الانترنيت؟ عن هذه الاسئلة وغيرها يجيب ضيوف برنامجنا.
معلومات عامة حول الموضوع:
ما الذي يمكن ان يقوم به القراصنة؟
الكوارث تتوالى في المؤسسات الصناعية الكبرى، وحركة المرور متوقفة. واجهزة التحكم الإلكترونية معطلة. لا معلوماتٍ ولا اتصالات. الجيش والأسطول مشلولان. مجرمون مجهولون يستولون على ادارات السيطرة والتحكم في البنى العسكرية الدفاعية دون ان يطلقوا رصاصة واحدة. ويوجهون الصواريخ النووية على هواهم.
هذا ليس فيلما من افلام هوليود. كلا. فإن كارثة كهذه يمكن ان تحصل، الآن، في اية لحظة. سلاح الهجوم جاهز، وتُجرى عليه تحسينات متواصلة. انه الحاسوب، الكمبيوتر... وجنود هذه الحرب الإلكترونية هم "الهاكرز".
هذه المفردة باتت مرادفة لكلمات مجرم الحاسوب... مخترق الكمبيوتر. الا ان لها معنى ايجابيا بين الهاكرز انفسهم. ويقصدون بها مصمم برامج الكمبيوتر.
ما يفعله ويبدعه الهاكر يتوقف على الجهة التي تدفع له. فهو يمكن ان يضع برامج تطبيقية نافعة ويمكن ان يضع برامج تجسسية. والحقيقة فإن مخترق الكمبيوترات لا يختلف بشئ عن اللص العادي، والفارق الوحيد انه لا يفتح قفل الباب بل يدخل بوقاحة كمبيوترات الغير، ويسرق المعلومات بدلا من الحاجيات.
كبار المجرمين في عالم المال والأعمال يجندون الهاكر اليوم لسرقة اموال منافسيهم او إلحاق الضرر بهم. وتنتشر اكثر فأكثر سرقة البنوك من خلال الشبكة العنكبوتية، ما يسمى انترنت بانكينغ. وقد ظهر رأسا جمهور كبير جدا من الراغبين في الإثراء من سرقة واختطاف المعلومات المصرفية. الهاكر الخبيث، مصمم برامج التجسس على البنوك، يضع يده على شفرة كود دخول او وصول شخص او عدة اشخاص الى الحسابات المصرفية الشخصية ويحوّل المبالغ منها الى الحسابات والعناوين التي يريدها.
وهناك اتجاه أحدث. الهاكر يستولي على موارد الإنترنت الحيوية بالنسبة للشركة المنافسة. ويمكن ان تكون تلك الموارد او المصادر بشكل موقع الكتروني لمتجر يبيع من خلال الإنترنت او دار نشر او كازينو إلكتروني. يقوم الهاكر بمهاجمة الموقع فيعطله. ويبعث رسالة الى صاحبه يطالبه فيها بكلفة الهجوم، والا فإن الهجوم سيتكرر. ذلك في الحقيقة نوع من انواع الإبتزاز المعهود، ولكن على النطاق الدولي.
هجمات الفيروسات يمكن ان تضر بأناس لا علاقة لهم بالتقنيات الرقمية. فالمعلومات المتعلقة بالرواتب والأجور والمعاشات والمعونات الإجتماعية والمرافق والخدمات تحفظ في اجهزة الحاسوب. ولذا فإن اي عطل في الشبكة الموضعية او المحلية لدائرة حكومية يمكن ان يضر بمئات الآلاف من الناس.