يعود تاريخ المدن الى اكثر من 5000 عام. غير ان الناس عاشوا الى وقت قريب في المناطق الريفية. فقبل 200 عام من الان شكل القاطنون في المدن 2% من سكان الكرة الارضية. اليوم نصف سكان الارض يتمركزون في المدن. من هنا تحول المدن من مكان للعيش الى اماكن للبقاء.
لماذا يحدث هذا، وما الذي ينبغي فعله لتصحيح الحالة؟ عن هذه الاسئلة وغيرها يجيب ضيوف برنامجنا.
معلومات عامة حول الموضوع:
حالة البيئة في العالمقبل نصف قرن كانت نيويورك المدينة الوحيدة التي يتجاوز عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، فيما تشير التوقعات الى ان عدد مثل هذه المدن الكبرى حتى العام 2015 سيبلغ 23 مدينة.
وستظهر في الدول النامية 19 مدينة كبرى ضمن هذه القائمة.
علما بأن التركيز الكبير جدا للسكان ووسائط النقل والمؤسسات الصناعية في مساحات غير كبيرة نسبيا يخلق مشاكل بيئية خطيرة.
الجو المخيم على المدن الكبرى يحوي كميات من الأيروزول اكثر بـ 10 مرات من المعتاد، ومن الغازات اكثر 25 مرة. وتشكل غازات العادم التي تنفثها السيارات 70% من تلوث المدن بالغازات.
يلاحظ في المدن الكبيرة تركز للرطوبة اشد كثافة، الأمر الذي يزيد في تساقط الأمطار والثلوج بنسبة تتراوح من 5 الى 10 في المائة.
وتستهلك المدن كميات من المياه اكثر بـ 10 مرات او يزيد على ما تستهلكه الأرياف. ولذا تعاني كل المدن الكبرى تقريبا من شحة المياه.وتبلغ حصة الشخص الواحد من مياه المجاري والمرافق في المدن مترا مكعبا في اليوم.
الطبقة الخصبة في تربة المدن على مساحات شاسعة تتلفها طرق المواصلات والأحياء السكنية، فيما تلوثها في الحدائق والمنتزهات النفايات المعيشية والمواد السامة من الجو.
حالة البيئة في روسيا
ثلث سكان روسيا يقيمون في 13 مدينة تتسع لمليون شخص او يزيد. موسكو اكبر تلك المدن. يناهز عدد سكانها 12 مليون نسمة، ومساحتها 107 آلاف هكتار. وهي في عداد اكبر 10 مدن في العالم من حيث عدد السكان. تحيط بالعاصمة الروسية مدن وبلدات تمتد عشرات الكيلومترات على طول السكك الحديدية وطرق السيارات الرئيسية.
نمو المدينة تجاوز كل الحسابات والتقديرات. ففي اواخر السبعينات تجاوزت محلات وحارات موسكو الطريق الدائري للسيارات. وازداد عدد المساكن في السنوات الـ 10 الأخيرة بنسبة 20 في المائة. وبسبب وتائر البناء السريعة تأزم الوضع البيئي بقدر كبير في العاصمة. فليس في العالم الآن مدينة اكثر من موسكو من حيث كثافة البناء ما عدا هونغ كونغ وشنغهاي.
تلوث البيئة في موسكو بسبب غاز العادم ضعف ما في روسيا بالمعدل. وعلى مقربة من طرق السيارات والشوارع الرئيسية كمية المواد السامة في الهواء تزيد على الحد الأقصى المسموح به من التركيز بـ 20 الى 40 مرة.
علما بأن موسكو من اكثر مدن العالم خضرة وتشجيرا. فالأشجار والمغروسات تحتل 30% من مساحة المدينة، بمعنى 25 او 30 مترا مربعا من الخضرة للفرد الواحد. للمقارنة هذا المؤشر في باريس 6 امتار وفي لندن 7 امتار ونصفُ المتر للفرد الواحد.