وجاء في المقال: يتخاصم ترامب وأردوغان ويتصالحان عدة مرات في اليوم نفسه. في الصباح، هدد الرئيس الأمريكي بسحق الأتراك إذا ما قاموا بمهاجمة الأكراد في سوريا.
يرى عدد من الخبراء أن الرئيس الأمريكي، الذي يهدد الأتراك بعقوبات رهيبة، يخادع ببساطة. فهو في الواقع، يراهن على إجراء مزيد من المفاوضات، ويأمل في سياقها التوصل إلى نوع من التسوية. يشارك هذا الرأي رئيس البرنامج السياسي بمركز دراسة تركيا الحديثة، يوري مافاشيف. وكما قال لـ"فزغلياد"، فإن خدعة ترامب تستهدف، إلى جانب تركيا، الكونغرس الأمريكي، حيث كثيرون يشكون من أن أردوغان يسمح لنفسه بأكثر من اللازم ويجب الضغط عليه.
ورى مافاشيف أن لدى الأمريكيين، في هذه الحالة، ما يستخدمونه للضغط على أنقرة. فيمكن لأميركا معاقبة تركيا بالحد من تزويدها بالتكنولوجيا، ما يضر بصناعة الآلات، والتقانات الفائقة، وخاصة الصناعات الدفاعية.
بعض الخبراء، على العكس من ذلك، يتوقعون اشتعال الخصام بين واشنطن وأنقرة. فتركيا في وضع حرج بسبب إطلاق الخطة الأمريكية-الإسرائيلية لإنشاء كردستان في سوريا. عبّر عن هذا الرأي مدير مركز أبحاث الشرق "الأوسط-القوقاز" ستانيسلاف تاراسوف. فهو يرى أن الولايات المتحدة انتهجت بوضوح سياسة الحفاظ على الجيب الكردي في سوريا. وفي الوقت نفسه، يتعزز الحكم الذاتي الكردي في العراق. وهناك احتمال كبير لأن يحقق الأكراد في تركيا بعض التنازلات نحو الفدرالية.
وأضاف تاراسوف، للصحيفة: "وهذا يعني أن كردستان السورية والعراقية والتركية يمكن أن تشكل كيانا دوليا جديدا"، وأن هذا التطور في الموقف لا يناسب أردوغان إطلاقا.
وأكد ضيف الصحيفة أن الأمريكيين لن يتركوا الأكراد السوريين تحت رحمة تركيا، كما أن المجموعات المؤثرة والموالية (لواشنطن) في كردستان السورية مهمة، بالنسبة للولايات المتحدة، في سياق مواجهة إيران. فالأكراد يعيشون هناك أيضا، ويمكن أن يُستخدموا لزعزعة استقرار النظام الإيراني.