وكتب الموقع أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا أثار قلقا في وسط الجماعات الأمريكية المؤيدة لإسرائيل، وهذا ما تكشفه تعليقات بعض منظمات اللوبي الإسرائيلي، التي طالما تجنبت الصدام مع البيت الأبيض، وكانت مواقفها السياسية بشكل عام مسايرة للإدارة.
وأصدرت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) الأسبوع الماضي بيانا يشير إلى عدم موافقتها مع البيت الأبيض على القرار السوري، وشيدد على ضرورة "منع إيران وحزب الله من استغلال هذا التطور لزيادة زعزعة استقرار المنطقة وتهديد حلفائنا".
كما دعا البيان إدارة ترامب "للعمل مع حلفائنا الإقليميين واتخاذ خطوات لمواجهة العدوان المتصاعد لإيران وحزب الله وعدم السماح بأن يكون لإيران وجود عسكري دائم في سوريا".
وكانت اللجنة اليهودية الأمريكية أكثر صراحة في انتقاد الانسحاب، حيث قالت في بيان على تويتر: "نحث الرئيس ترامب على إعادة النظر في سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا. لقد قدموا خدمة بطولية، لكن مهمتهم لم تنته بعد. الفائزون الوحيدون هم روسيا وإيران ودولة إسلامية صاعدة. لماذا نفتح المجال لهم؟ ابق في المسار السابق!".
والعديد من الجماعات المؤيدة لسياسات ترامب بشأن إسرائيل، مثل "ستاند وذ أس"، والمجلس الإسرائيلي الأمريكي، والتحالف اليهودي الجمهوري، امتنعت عن التعليقات العلنية منذ صدور قرار ترامب.
هذه المواقف تتناغم إلى حد بعيد مع ما تشعر به تل أبيب إزاء "انقلاب" ترامب السوري، حيث فضلت الحكومة الإسرائيلية تجنب انتقاد ترامب علنا، لكن أصواتا كثيرة لمحت إلى تذمر إسرائيل من هذه الخطوة، التي وصفت بـ"الضربة" بل وحتى بـ"الخيانة" للحليف القديم.
طوال فترة ولايته، كانت لترامب علاقات دافئة للغاية مع إسرائيل، وعلاقة معقدة مع المجتمع الأمريكي اليهودي والموالي لإسرائيل.
ففي حين أن الجماعات اليهودية انتقدت فشل الرئيس في إدانة المتعصبين ذوي البشرة البيضاء في شارلوتسفيل ومؤيديه المعادين للسامية، أشاد العديد منهم بقراراته لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وقال ألان ديرشوفيتس، وهو أستاذ قانون سابق في هارفارد ومدافع عن إسرائيل، إن قرار الرئيس جعله "قلقا للغاية"، وأضاف: "أعتقد أنه القرار سيخلق فراغا تملؤه إيران وروسيا".
وحسب ديرشوفيتس، الذي دافع عن ترامب منذ توليه السلطة، فإن "العلاقة بين إدارة ترامب ومعظم الجماعات الموالية لإسرائيل في أمريكا قد تعقدت على خلفية قرار الانسحاب".
المصدر: تايمز أوف إسرائيل