وجاء في المقال: في السنوات الأخيرة، وبسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي، يجتذب طريق بحر الشمال اهتماما متزايدا، وهو طريق يسمح بنقل البضائع بين أوروبا وآسيا، بشكل أسرع من طريق قناة السويس. الصين ودول شمال أوروبا، تتطلع إلى هذا الطريق باهتمام كبير. أما الولايات المتحدة فغير راضية عن هذا الوضع، وتصر على أن طريق بحر الشمال يجب فتحه كممر نقل دولي، على الرغم من اعتراضات خبراء القانون البحري الدولي.
وفي الصدد، التقت "أوراسيا إكسبرت" منسق برنامج جنوب غرب آسيا في مركز أبحاث معهد Schiller، ورئيس فرع المعهد في السويد (2008-2018)، حسين عسكري، فقال:
تستثمر روسيا أموالاً طائلة في هذا المشروع، وتقوم بتثبيت أنظمة ملاحة جديدة، ومحطات إنقاذ وخدمات على طول الطريق، وتستثمر في كاسحات الجليد النووية لجعل الطريق قابلاً للملاحة على مدار السنة.
العامل الرئيس في تطوير هذا المسار في المستقبل، هو مصلحة الصين في استخدامه، على الرغم من أنها بنت سكة حديد تربطها بأوروبا.
ما احتمال مشاركة الدول الاسكندنافية في هذا المشروع؟
مصلحة الشركات الضخمة كبيرة جدا. ومع ذلك، فإنهم محبطون بسبب العقبات التي خلقها السياسيون والتوترات بين بلدانهم وروسيا.
هل يمكن أن يصبح القطب الشمالي مسرحا لصراع بين الولايات المتحدة وروسيا؟
تستخدم القوى السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا القطب الشمالي، كاستخدامها لبحر الصين الجنوبي، لإثارة نزاعات جيوسياسية.
وكما هو الحال في أي جزء آخر من العالم، فمن دون حوار واتفاق على الفوائد العامة للتعاون الاقتصادي بين جميع الدول المعنية، لا يمكن التوصل إلى حل للمشكلة. حقيقة أن القوى الكبرى تمتلك من الأسلحة المدمرة ما يجعلها قادرة على إفناء البشرية، جعلت الحرب احتمالا غير واقعي. بدلا من ذلك، يتم استخدام الحروب غير المباشرة والحروب التجارية. الصراعات في القطب الشمالي ستعني أنه سيكون على الجميع الانتظار قبل الاستفادة من تنمية هذه المنطقة. ومع ذلك، يمكن لروسيا والصين تطوير مشاريعهما الخاصة في المنطقة أو التعاون فيما بينهما ومع الدول الصديقة الأخرى. في هذه الحالة، بالنظر إلى أن المواجهة العسكرية المباشرة مستحيلة دون عواقب مأساوية، فسوف تضطر الولايات المتحدة إلى التوافق حول هذه القضية.