وذكّر الكاتب بيار أفريل في مقال نشرته "لو فيغار" الأحد، بأن روسيا بدأت نشر "إس-400" على أراضيها منذ 2007، كما نشرت بطاريتين منها في سوريا لحماية قاعدتها العسكريتين في حميميم وطرطوس.
وشهدت الفترة الأخيرة اهتماما متزايدا بهذه الصواريخ من قبل زبائن أجانب، ووقعت موسكو عقودا لتسليم "إس-400" للصين والهند وتركيا، يقدر مراقبون أنها ستعود على الخزانة الروسية بنحو ملياري دولار سنويا، ما يعادل 15% من قيمة صادرات السلاح الروسي.
واهتمام كل من هذه الدول الثلاث لاقتناء "إس-400" نابع من مصالح متباينة، فبكين تستخدم سلاح روسيا لمواجهة التواجد العسكري الخارجي المتزايد في بحر الصين الجنوبي.
أما الهند، فتسعى لتحديث ترسانتها الدفاعية الجوية المتقادمة لردع الصين والاستجابة للتجارب العسكرية الباكستانية قرب حدود إقليم كشمير المتنازع عليه.
أما تركيا فتنظر لـ"إس-400" على أنها تمثل "شوكة" في حلق واشنطن والناتو، قبل أن تكون أنقرة بحاجة عملية لها عسكريا.
ولفتت "لو فيغارو" إلى أنباء تحدثت عن نية قطر والسعودية شراء هذه المنظومة أيضا، وهما دولتان يحتدم بينهما نزاع مفتوح، فيما يعتبر كل منهما الولايات المتحدة الحليف الرئيس له، كما كانت هناك أحاديث عن اهتمام العراق أيضا بامتلاك هذه الصواريخ الروسية.
وتراقب واشنطن عن كثب هذا التحرك وتهدد بالعقوبات لكل من يجرؤ على شراء "إس-400"، وذلك بهدف ثني الأطراف المعنية عن عقد الصفقات مع موسكو.
وترى الصحيفة، أن الدوحة والرياض تعتمدان على صواريخ "باتريوت" الأمريكية، لذلك ما يصدر عنهما من إشارات إلى نيتهما شراء المنظومات الروسية ليس إلا وسيلة للضغط على واشنطن في المفاوضات المتوازية التي تجريانها معها.
والعقوبات الأمريكية ليست أكثر من عامل إزعاج ولا تمثل عقبة أمام تطلعات موسكو بأي حال من الأحوال، ويرى مراقبون روس أن تلك العقوبات تكشف خوف الأمريكيين من ظهور تقنيات جديدة تقوض هيمنتهم الاستراتيجية في العالم.
فما لبثت روسيا أن احتفت بنجاح "إس-400" التجاري، حتى باشرت في تصنيع "إس-500" التي سبق وأن تمت أول اختباراتها قبل تسليمها للجيش الروسي عام 2020.
والميزة الرئيسة لـ"إس-500" تتمثل في قدرتها على إصابة الأهداف على علو أكثر من 100 كيلومتر، أي في الفضاء، حيث تعمل أقمار اصطناعية تابعة لمختلف الدول.
والرؤوس الحربية لصواريخ "إس-500" قادرة على التوجه ذاتيا دون الاعتماد على الرادارات الأرضية التي يتعذر الوصول إلى بياناتها من هذا العلو.
وذلك يدفع الولايات المتحدة إلى العودة إلى مشروع "حرب النجوم" الذي كانت أعلنته واشنطن في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان في الثمانينات.
المصدر: لا فيغارو