وجاء في مقال إيفسييف، معاون مدير مركز معهد بلدان رابطة الدول المستقلة:
فاجأت المأساة التي تعرضت لها طائرة بوينغ 777 الماليزية، التي تحطمت في 17 يوليو 2014 في منطقة دونيتسك، العالم بأسره. فقد قضى كل من كانوا على متنها: 283 راكبا و 15 من أفراد الطاقم. ومن دون أي تحقيق، اتهمت الولايات المتحدة على الفور ميليشيات جمهورية دونيتسك الشعبية، التي بزعم أمريكا زودتها روسيا بنظام الصواريخ المضادة للطائرات بوك – م، بإسقاطها. ومع ذلك، فبعد أربع سنوات، قدمت موسكو أدلة دامغة على أن أوكرانيا هي المذنبة في هذه المأساة الرهيبة.
تم استبعاد روسيا طوال الوقت، بكافة الطرق، من بين أولئك الذين يجب أن يشاركوا فيما سمي بالتحقيق المستقل. إلا أن موسكو لا تحتاج إلى أي دعوات خاصة لإثبات براءتها من تحطم الطائرة...
وهكذا، فبعد أربع سنوات، في 17 سبتمبر الجاري، قدمت وزارة الدفاع الروسية بيانات رفعت عنها السرية حول صاروخ بوك، الذي أسقط طائرة الركاب الماليزية فوق منطقة دونيتسك. مع مجموعة كاملة من الأدلة والإثباتات الموثقة، أعلن ممثلو الوكالة الروسية الرقم التسلسلي ورقم المحرك للصاروخ المستخدم. من خلال الأدلة الدامغة المقدمة يصبح من الواضح أن الصاروخ يعود إلى الوحدة العسكرية الأوكرانية.
بالطبع، غيرت البيانات المنشورة مسار التحقيق. والآن، لن يتمكن فريق التحقيق المشترك من صرف النظر عن الظروف الفعلية للمأساة. وعلى الرغم من ضعف الأمل في الحصول على نتيجة موضوعية، فقد تمكنت موسكو من اختراق جدار الاتهامات الموجهة إليها من قبل الغرب.
الآن، سيكون على لجنة التحقيق استخلاص استنتاجات في ضوء ما أعلنته وزارة الدفاع. وقد أصبح التالي واضحًا الآن: لن تكون كييف قادرة على إخفاء مشاركتها في كارثة طائرة البوينغ الماليزية. ولا يسع المرء إلا أن يأمل في أن يتم تقديم المذنب في يوم من الأيام إلى العدالة الدولية.