وجاء في المقال: أمس الاثنين، قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف بزيارة طارئة، لم يعلن عنها مسبقا، إلى إسرائيل، حيث أجريا محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. الحاجة إلى هذا اللقاء الثالث الرفيع المستوى خلال أسبوعين فقط، ناجمة عن أن عملية الجيش السوري في هضبة الجولان على وشك الاكتمال. روسيا وعدت في وقت سابق بأن تنسحب القوات الموالية لإيران من منطقة الحدود الإسرائيلية خلال هذه العملية. إنما إسرائيل تطلب أن تنسحب إيران بالكامل من سوريا وترفض قبول حل موسكو الوسط الذي يبدو أن رئيسي روسيا والولايات المتحدة توافقا عليه في هلسنكي يوم 16 يوليو.
مطلب إسرائيل المركزي هو استبعاد أي إمكانية لاستهدافها من قبل الإيرانيين من أراضي سوريا. أي أنها تطالب بإزالة جميع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى من هذا البلد. كما تطالب إسرائيل بأن توقف إيران إنتاج الأسلحة الدقيقة وأنظمة الدفاع الجوي، فضلاً عن تهريب الأسلحة إلى لبنان وسوريا. وفي حال لم يتم استيفاء هذه الشروط، فإن الإسرائيليين يحتفظون بحرية كاملة للتصرف مع القوات الموالية لإيران والجيش السوري، لأن الرئيس السوري بشار الأسد، في رأيهم، يتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفات الإيرانيين على أراضيه.
إلا أن روسيا لا تستطيع، الآن، ضمان الانسحاب الكامل للإيرانيين من سوريا. فخلال العملية في جنوب سوريا، استطاعت أن تحقق فقط عدم مشاركة القوات الموالية لإيران فيها. لكن، الآن، وبعد التوصل إلى اتفاق مصالحة بين دمشق والمعارضة السورية في محافظتي القنيطرة ودرعا، عاد الجنوب بشكل كامل تقريباً إلى سيطرة الحكومة السورية، فعادت إسرائيل مرة أخرى إلى مطالبها الخاصة بإيران.