وجاء في المقال: أعلن مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، بعد لقائه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لممثلي وسائل الإعلام أن من الممكن أثناء لقاء الرئيسين مناقشة إخراج القوات الإيرانية من سوريا والوصول إلى اتفاق بهذا الشأن.
ليس من الصعب تخمين "الصفقة" التي ينوي ترامب عقدها مع الكرملين: يمكن لروسيا كسب "صداقة" الولايات المتحدة بابتعادها عن حلفائها وشركائها. أي مبادلة وعود واشنطن الغامضة بنظام الأمن العالمي الجديد، الذي بدأت معالمه تتضح، بما في ذلك في تفاعل روسيا وإيران بشكل متزايد.
وهكذا، فالتعاون مع روسيا المعلن من قبل ترامب في الحرب ضد الإرهابيين في سوريا لا يفترض شيئًا سوى انتقال الولايات المتحدة من معسكر الخاسرين إلى معسكر الفائزين بخفة، والرغبة في السيطرة على ساحة المعركة السابقة، وإن يكن بالاشتراك مع روسيا.
من الواضح أن إيران...التي قدمت مساهمة كبيرة في الحرب ضد الإرهابيين في سوريا والعراق، لا يبقى لها مكان في هذه التركيبة.
وفيما قد تختلف أهدافنا ونهجنا عن طهران، إلا أن من الواضح أيضًا أن تجاهل مصالح إيران والشيعة الذين ترعاهم، يستحيل أن يقود إلى تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
ولذلك، فهناك كل الأسباب للاعتقاد بأن بولتون قام ببساطة بتصريح استفزازي، الغرض منه إثارة شكوك إيران حول موثوقية الحليف الروسي.
في الأثناء، لن يكون بمقدور روسيا أن تأخذ على عاتقها إخراج القوات الموالية لإيران من سوريا: أولا، لأن موسكو ببساطة لا تملك الأدوات اللازمة لحل هذا النوع من المسائل؛ وثانيا، حتى محاولة دعم المطالب الأمريكية- الإسرائيلية في هذه المسألة ستقوض بشكل لا رجعة فيه مواقعنا في الشرق الأوسط وتقضي على جميع الإنجازات الروسية التي دفعت أثمانها غاليا في المنطقة.