وجاء في المقال: قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا باتت بالفعل في العراق: "وعدنا بأننا سندخل قواتنا إلى سنجار، وها قد فعلنا ذلك. الحرب ضد الارهاب تتم في تركيا وخارجها".
تحت تعبير الإرهابيين، لم يكن الرئيس التركي يعني قوات البيشمركة إنما أعضاء حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب. هناك أسباب لذلك. فلقد نفذ حزب العمال الكردستاني أكثر من هجوم إرهابي في تركيا. وفي هذا الصدد، يتحدث أردوغان عن ضرورة القضاء على (من يسميهم) الإرهابيين داخل بلدهم وخارجه. لكن السؤال: هل سيكون من الممكن القيام بذلك في العراق؟
بلا شك، سيكون هناك العديد من العقبات أمام ذلك. فأولاً، ليس لدى أنقرة إمكانية لتنظيم هجوم من عدة جهات، في آن واحد. ففي شمال العراق، ليس هناك أي مجموعة مستعدة لدعم تركيا في القتال ضد الأكراد؛ وثانيا، ليس هناك شك في أن البيشمركة، التي تملك موارد كبيرة في العراق، ستدعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب؛ وثالثاً، في سوريا، تمكن أردوغان من تحقيق عدم تدخل دمشق من خلال المفاوضات مع الكرملين، الذي له تأثير غير محدود تقريباً على القيادة السورية. أما في العراق، فروسيا ليست موجودة بعد، وبغداد نفسها تقف ضد وجود الأتراك على أراضيها. ومن المستبعد أن ينجح الاتفاق معها من خلال وسيط مؤثر، ذلك أنه لا وجود لوسطاء حقيقيين باستثناء واشنطن. وكما هو معلوم، واشنطن لا تدعم التوسع التركي في سوريا والعراق على الإطلاق.
وفي الصدد، يرى الخبير العسكري الروسي قسطنطين سيفكوف أن من السابق لأوانه أن يستخلص العراق أي استنتاجات، لأنه ليس من الواضح بعد من الذي سيدافع عن الأكراد. من الضروري انتظار ردة فعل الولايات المتحدة، إلى جانب عدم وجود معلومات دقيقة حول الأسلحة التي يملكها الأكراد. لكن احتمال أن تحقق تركيا أهدافها السياسية في المنطقة مرتفع.
فيما يعتقد الخبير العسكري التركي كرم يلدريم بأن تصرفات أنقرة تهدف حصرا إلى مكافحة الإرهاب..
أما الخبير العسكري الأسترالي ريتشارد فرانك فيرى أن أنقرة نفسها تستفز الجماعات شبه العسكرية الكردية للقيام بأعمال عنف داخل تركيا وسوريا. لأن الجماعات المقاتلة تتحول بعد الهزائم الحساسة إلى شكل آخر من أشكال النضال. قد يكون على شكل هجمات إرهابية وعمليات تخريب مختلفة.