مباشر

ترامب يتخلى عن الدبلوماسية

تابعوا RT على
يشير يفغيني شيستاكوف في صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إلى أن واشنطن تستعد للحرب ضد كوريا الشمالية، ولإلغاء الصفقة النووية مع إيران.

كتب شيستاكوف:

ماذا يقصد الرئيس ترامب بتصريحه خلال لقائه العسكريين، وبما كتبه في تويتر بشأن كوريا الشمالية؟

فقد وصف ترامب للصحافيين، خلال تعليقه على لقائه كبار مسؤولي البنتاغون، بأنه "الهدوء الذي يسبق العاصفة"، وأضاف ردا على طلب توضيح كلامه، قائلا: "ستعلمون".

وقد كتب ترامب في اليوم نفسه على صفحته في تويتر أن مع كوريا الشمالية "يصلح شيء واحد فقط"، ولكنه لم يحدد ما المقصود.

وبحسب الخبراء، ستصل يوم 15 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى سواحل كوريا الجنوبية حاملة الطائرات الأمريكية "رونالد ريغان" برفقة مدمرة مجهزة بمنظومة ردع صاروخية، وغواصة مزودة بصواريخ مجنحة. وقد أكد البيت الأبيض أن الهدف من إرسالها إلى المنطقة هو المشاركة في مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية، ستبدأ يوم 20 من الشهر الجاري. بيد أن سيؤول لم تستبعد أن تختبر كوريا الشمالية صاروخا بالستيا في ذكرى تسلم حزب العمل الكوري السلطة، التي توافق يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول.

ويمكن الافتراض أن ترامب ينوي من هذا التصعيد إجبار بيونغ يانغ على التراجع والتخلي عن تجارب الصواريخ. بيد أن هذا أمر مستبعد في ظل زيادة الضغوط الأمريكية. وإن بعض المؤشرات غير المباشرة تفيد بأن ترامب قد تخلى نهائية عن الدبلوماسية حيال بيونغ يانغ، لأنها وفق رأيه لا تعمل منذ 25 سنة وتسببت في إنفاق مبالغ ضخمة، حيث وصف المبادرات السلمية بقوله "انتهكت الاتفاقات قبل أن يجف حبرها، وأظهرت أن ممثلي الولايات المتحدة أغبياء".

ويذكر أن ترامب انتقد وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي طلب الحفاظ على قنوات الاتصال بكوريا الشمالية، ورأى ترامب أن هذا مضيعة للوقت، ونصحه بأن يكون موقفه أكثر تشددا. وقد تسببت هذه الانتقادات بتوقع استقالته ليحل محله رئيس وكالة الاستخبارات المركزية أو مندوبة واشنطن لدى المنظمة الدولية.

لم يرد ترامب بشيء، ولكنه أكد أن علاقاته جيدة مع تيلرسون؛ مشيرا أنه لأول مرة يعلن علنا عن عدم رضاه عن عمل "الدبلوماسي رقم واحد". لذلك لا يُستبعد في حال بدء الحرب ضد كوريا الشمالية أن يبدل ترامب "وزير سلام" ليحل محله "وزير حرب" مستعد للوقوف إلى جانبه من دون قيد أو شرط.

ولم يكتف ترامب بملف كوريا الشمالية، حيث من المنتظر أن يعلن قريبا عن انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية مع إيران. فقد أكد الرئيس الأمريكي في حديثه لقناة "تي بي إن" يوم الأحد 8 من الشهر الجاري أن طهران كما يبدو تمول كوريا الشمالية، وتنتهك اتفاقية تسوية مشكلة البرنامج النووي الإيراني وتثير "مشكلات" في الشرق الأوسط. وبحسب قوله، فإن "إيران - لاعب سيء، وإن التعامل معها سيكون على هذا الأساس".

وذكرت واشنطن بوست، استنادا إلى المقربين من ترامب، أن إيران لم تؤكد تنفيذ التزاماتها التي تتضمنها الصفقة، وأنه سيعلن أن تنفيذها لا يتفق ومصالح الولايات المتحدة. وقد يضع هذا ترامب في موقف محرج لأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا لا ترى أن إيران انتهكت شروط الصفقة، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن مسؤولين في هذه الدول الثلاث أعلنوا أن أيا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لن تقف إلى جانب واشنطن. وتحذر الصحيفة من ظهور أزمة كبيرة بين الولايات المتحدة وحلفائها المقربين.

ويعتقد بعض المحللين أن البيت الأبيض سيستغل هذه الحالة، ويثير عن عمد نزاعا مسلحا مع كوريا الشمالية، من أجل توحيد الغرب، وتحويل اهتمامه من "الملف الإيراني" إلى النزاع مع بيونغ يانغ. وفي نفس الوقت، سيحاول ترامب باستخدام دبلوماسية وراء الكواليس إقناع الدول الأوروبية بالانضمام إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، كما فعل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة الدولية. أي إنه بعد لقائه المسؤولين في البنتاغون ألمح ترامب للصحفيين بشفافية إلى الهدوء الذي يسبق العاصفة.

وهنا نشير إلى أن تقييم الخبراء لتوجيه كوريا الشمالية ضربة نووية افتراضية إلى كوريا الجنوبية واليابان سيؤدي إلى مصرع أكثر من مليوني شخص وزهاء 8 ملايين مصاب، في حين أن خسائر الولايات المتحدة  ستكون ضئيلة.

ترجمة وإعداد: كامل توما

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا