كتب تاراسينكو:
أعلنت السلطات العراقية عن تحرير مدينة الحويجة الاستراتيجية، التي أصبحت بعد تحرير مدينة الموصل المعقل الرئيس لتنظيم "داعش" الإرهابي في العراق. ونظرا إلى الهزائم التي يمنى بها التنظيم في ساحات المعركة، فقد اضطر إلى تغيير تكتيكه. وكما حذر مدير مركز مكافحة الإرهاب في بلدان رابطة الدول المستقلة الفريق أول أندريه نوفيكوف، فإن نشاط "داعش" قد ينتقل من سوريا والعراق إلى مناطق الحدود الجنوبية لبلدان الرابطة.
وقد كانت مدينة الحويجة آخر معقل كبير لتنظيم "داعش" في العراق، وكما أعلن الفريق عبد الأمير رشيد يارالله، فإن هذه المدينة أصبحت بالكامل تحت سيطرة الجيش العراقي. وقد أكد هذه المعلومات رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي. ويذكر أن عملية تحرير مدينة الحويجة انطلقت يوم 21 سبتمبر/أيلول 2017، حيث تم خلالها تحرير 98 قرية وفرض الجيش سيطرته على طريق تكريت-كركوك واستعاد مطارين.
ومع ذلك، فإن من السابق لأوانه الحديث عن الانتصار الكامل على "داعش" في العراق. فقد أصبح معلوما أن مسلحي التنظيم قاموا بهجوم فاشل مساء أمس على قاعدة عسكرية أمريكية تقع على مقربة من مدينة مخمور الواقعة شمال مدينة الحويجة، حيث تمت تصفيتهم قبل وصولهم إلى القاعدة. ويبقى "داعش" مسيطرا على مناطق منفصلة في العراق، مثل شريط ضيق من الأرض العراقية على مقربة من الحدود السورية.
بيد أن هذه الهزائم المتكررة أجبرت التنظيم على تغيير تكتيكه ومناطق نشاطه، وإن ما يؤكد ذلك هو التحذيرات المستمرة من جانب العسكريين والسياسيين والمسؤولين الدوليين. فقد أعلن رئيس لجنة مجلس الأمن الدولي لمكافحة الإرهاب كيرات عمروف يوم الأربعاء 4 من الشهر الجاري أن "المسلحين الإرهابيين الأجانب يحاولون مغادرة سوريا والعراق كعائدين إلى وطنهم أو نازحين، ويشكلون تهديدا للمجتمع الدولي.
وقال عمروف في حديثه خلال الاجتماع الدولي لرؤساء الأجهزة الخاصة والأمنية وحفظ الأمن، الذي عقد في مدينة كراسنودار الروسية: "يحاول التنظيم نقل الأموال من العراق وسوريا ومناطق النزاع الأخرى تحسبا لهزيمته المحتملة في هذه المناطق، ولمواصلة نشاطه في مناطق أخرى من العالم".
من جانبه، أشار مدير مركز مكافحة الإرهاب في رابطة الدول المستقلة الفريق أول أندريه نوفيكوف، في حديثه إلى الخبراء الاستشاريين لدول الرابطة، الذين اجتمعوا في مدينة باكو عاصمة أذربيجان، إلى أن "تحليل الأوضاع الحالية بالكاد يبعث الأمل باستقرار المنطقة على المدى المتوسط. فعلى الرغم من الانتصارات التي حققت على "داعش" في سوريا، من المحتمل أن ينتقل نشاطه الإرهابي من منطقة الحدود العراقية–السورية إلى المناطق الجنوبية لبلدان رابطة الدول المستقلة ومنطقة شمال القوقاز". وبحسب قوله، فإن على القوات الأمنية في دول الرابطة في هذه الظروف "اتخاذ إجراءات وقائية واستخدام أساليب فعالة لمواجهتهم والقيام بتحليل استراتيجي للأوضاع بالتعاون مع المؤسسات العلمية".
ترجمة وإعداد: كامل توما