مباشر

من حوَّل ليبيا إلى مركز عالمي للاتِّجار بالبشر؟

تابعوا RT على
نشر موقع "برافدا.رو" مقالا للكاتبة يوليانا بوغوسوفا، تشير فيه إلى أن اعتداء الولايات المتحدة والناتو على ليبيا عام 2011، حوَّلها إلى مركز دولي لتجارة البشر.

جاء في المقال:

يقول مدير مكتب صحيفة "واشنطن بوست" في القاهرة سودارسان راغافان، في أحد تقاريره، إن ليبيا لم تتعاف بعد من الأعراض، التي تركها اعتداء الناتو في مارس/آذار 2011، وما انبثق عنه من تبعات تمثلت في قتل الزعيم الليبي معمر القذافي.

ووفقا لكلمات سودارسان، فإن ليبيا أصبحت "مركزا مزدهرا لتجارة البشر"، حيث يأتي إليها من كل حدب وصوب في أفريقيا، المهاجرون غير القادرين على دفع تكاليف السفر للشركات غير القانونية، ليتحولوا إلى عمال عبيد مقابل صحن حساء، هذا إضافة إلى تعرضهم للتعذيب. أما النساء فيجبرن على ممارسة الدعارة.

ويلاحظ سودارسان أيضا أن عدد المهاجرين، الذين يغادرون ليبيا قد ازداد، وارتفع عددهم بنسبة 28% خلال عام واحد؛ مشيرا إلى فشل الجهود الدبلوماسية والعسكرية، التي بذلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتحقيق الاستقرار في البلاد، بحيث أن الليبيين فقدوا أي أمل في الانفراج. كما يعتقد معظمهم أن "الأسوأ لم يأت بعد".

ويعترف سودارسان بأن ليبيا في عهد القذافي كانت إحدى أغنى البلدان في العالم، وكانت تؤمن لليبيين الرعاية الطبية المجانية والتعليم وغير ذلك من المزايا الاجتماعية. وبالتالي يصعب جدا بعد ذلك، وكما كتب سودارسان، "تجاهل حالة عدم الاستقرار التي أعقبت مقتل القذافي، والتي "قطعت ليبيا إربا إربا بالمعنى الحرفي للكلمة".

أما بالنسبة إلى مؤيدي تدخل الناتو في ليبيا، فقد أصبح تقرير سودارسان راغافان اكتشافا جديدا لهم، ولا سيما أن الكثيرين لا يزالون يعتقدون أن تصرف الحكومة الأمريكية ضد ليبيا كان صحيحا تماما. هذا، على الرغم من حقيقة أن الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما نفسه وصف التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا بأنه "استعراض مقزز".

 فعلى سبيل المثال، لا يزال الباحث العلمي في معهد بروكينغز شادي حامد يصر على أن

"التدخل في ليبيا تكلل بالنجاح"، وأن "البلد في حال أفضل مما لو لم سمح المجتمع الدولي للديكتاتور معمر القذافي بالاستمرار في حكمه الدموي". ويدعم رأيه هذا الناشطون اليساريون.

بيد أن خطورة الوضع تكمن في أن الولايات المتحدة ترفض استخلاص الدروس من الأحداث الليبية (وكذلك من الأحداث في كوسوفو والعراق وسوريا). وعلى الأرجح، ستستمر في دعم القوى، التي تريد تحويل الشرق الأوسط إلى سُـنِّيستان أصولية، تحكم بقوانين الشريعة، البعيدة كل البعد عن مبادئ الديمقراطية، التي تحاول الولايات المتحدة فرضها على العالم أجمع.

لكن واشنطن الرسمية لم تحب قط الاعتراف بأخطائها، على الرغم من أن تراكم هذه الأخطاء يؤدي إلى المزيد من معاناة الناس البسطاء والأبرياء.

ترجمة وإعداد: ناصر قويدر

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا