مباشر

فشل نتنياهو في سوتشي

تابعوا RT على
علق أيضين مهدييف في موقع "برافدا.رو" على زيارة نتنياهو إلى سوتشي، بأن الكرملين ليس بحاجة إلى تل أبيب لكي تعلمه كيفية ترتيب أولوياته في الشرق الاوسط.

 جاء في المقال:

حلم بنيامين نتنياهو المفزع يتحقق: فيلق حرس الثورة الإسلامية الإيرانية و"حزب الله" يعدان لشن هجوم على إسرائيل، وسيستخدمان في ذلك سوريا قاعدة لشن هذا الهجوم.

هذا "الخبر المرعب"، نقله رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى فلاديمير بوتين في 23 أغسطس/آب   2017 بمقر رئيس الاتحاد الروسي في سوتشي. وقد استغرقت مباحثات الزعيمين ساعتين ونصف الساعة. وعلى الرغم من حالة نتنياهو الانفعالية، فإن الزعيم الروسي حافظ على هدوئه.

وقال بوتين إن "إيران حليف استراتيجي لروسيا في الشرق الأوسط"؛ مضيفا أن "إسرائيل هي أيضا شريك مهم لروسيا في المنطقة، وأن موسكو تأخذ بالاعتبار المصالح الأمنية للدولة العبرية". وعلى هذا النحو، كما يلاحظ الخبراء، يدير الكرملين لعبة جيوسياسية صعبة، موازنا بين طهران وتل أبيب.

أما بنيامين نتنياهو، الذي اجتمع مع القيادة الروسية مرارا خلال العامين الأخيرين، فيعدُّ أحد آباء السياسة الإسرائيلية. وهو من رعيل قادة إسرائيل ذوي الوزن الثقيل مثل إسحق رابين وشيمون بيريس وآرييل شارون، لكنه بحق هو "آخر الموهيكان". ومع ذلك، فإن هذا القائد الإسرائيلي، الذي يتمتع بالخبرة والكاريزما، لم يتمكن من ضبط انفعالاته النفسية في الاجتماع مع بوتين في مقر إقامته في سوتشي.

وذكر شهود عيان شاركوا في الجزء المفتوح من المحادثات أن رئيس الوزراء الاسرائيلي كان منفعلا جدا، وفي بعض الأحيان، كان وضعه النفسي أقرب إلى حالة الذعر. ولقد رسم لبوتين لوحة سوداوية لنهاية العالم "إذا لم يتم في الوقت المناسب إيقاف إيران، التي تنوي تدمير إسرائيل".

وقال نتنياهو لبوتين إن اسرائيل تشعر بقلق بالغ إزاء مشاركة إيران في النزاع السوري. وإن طهران تحت ذريعة التسوية السلمية في سوريا "تتوسع زاحفة" في كل الشرق الأوسط، وتجر لبنان والعراق واليمن إلى فلك نفوذها، كما تعمل على تسليح وإعداد مقاتلي "حزب الله" لشن هجمات ضد إسرائيل. كما ذكر نتنياهو أنه "بفضل الجهد المشترك، نحقق انتصارات على "داعش"، ولكن المشكلة هي في أن إيران تحتل المناطق التي يجري طرد الإرهابيين الإسلامويين، وطهران لا تخفي عزمها على تدمير إسرائيل".

ولكن ماذا عن موسكو؟

بينما كان نتنياهو يتصبب عرقا باردا، وهو يصف هذا السيناريو المشؤوم، الذي وضعته طهران، كان بوتين يتنهد متعاطفا، وكأنه يقول له: "للأسف لا يمكننا مساعدتكم بشيء".

غير أن الحقيقة تتلخص في أن طهران اليوم بالنسبة إلى موسكو، هي الحليف الوحيد، الذي يقف في مواجهة التحالف القوي لممالك الخليج العربية الغنية، التي تسعى تحت إملاء واشنطن لإنشاء ما يشبه "ناتو عربي لفرض قواعد اللعبة التي تعتمدها واشنطن على جميع أرجاء الشرق الأوسط.

لهذا السبب يهتم الكرملين بزيادة تعزيز نفوذ طهران في المنطقة. وقد حُلت تقريبا مسألة قبول إيران في "منظمة شنغهاي للتعاون"، وستصبح إيران رسميا عضوا في هذه المنظمة النافذة خلال اجتماع القمة المقبل. وروسيا بالذات تقوم بدور المحامي الرئيس لقبول طهران في هذه المنظمة، وخاصة أن هذا الحدث بنفسه سوف يرفع من جدول الأعمال الأمريكي خطط توجيه ضربات جوية إلى الأراضي الإيرانية. وعلى الأرجح، فإن البنتاغون لن يجرؤ على التورط مع هذا البلد الذي يوجد تحت "المظلة الأمنية" للمنظمة، التي تتزعمها روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الأمن.

وعلاوة عن ذلك، أصبحت مسألة بدء صراع عسكري مع إيران تمثل خطورة أكبر بالنسبة إلى الولايات المتحدة، بعد شراء إيران منظومات الدفاع الجوي الصاروخية "إس-300" من روسيا ونصبها في مواقعها.

وهكذا، فإن بنيامين نتنياهو، الذي استنفد في اجتماعه مع فلاديمير بوتين كل ما في جعبته من بلاغة القول، لم يقدر على إقناع الرئيس الروسي بـ "وقف التوسع الإيراني في الشرق الأوسط".

إلى ذلك، فإن إسرائيل بالنسبة إلى روسيا دولة صديقة، - ولكن ليس لتل أبيب أن تعلم الكرملين كيف يجب ترتيب أولويات سياسة روسيا في الشرق الأوسط.

ترجمة وإعداد:  ناصر قويدر

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا