مباشر

النزاع الحدودي بين الصين والهند قد يتحول إلى حرب

تابعوا RT على
تطرق فلاديمير سكوسيريف، في مقال نشرته "نيزافيسيمايا غازيتا"، إلى النزاع الحدودي بين الصين والهند؛ مشيرا إلى أن مثلث موسكو-بكين-دلهي يصبح وهما.

 كتب سكوسيريف:

يتصاعد الخلاف الحدودي بين الهند والصين، الذي بدأ قبل شهرين في منطقة الحدود الشرقية. وأصبح الآن يشمل منطقة لاداخ في الحدود الغربية، وهي المنطقة، التي تعدُّها الهند جزءا من أراضيها. وقد حذر رئيس وزرائها ناريندرا مودي من أن الهند قادرة على حماية نفسها من أي عدو. ومع استعداد دلهي للنزاع المسلح، بدأت تعزز علاقاتها مع واشنطن في المجال العسكري–الاستراتيجي.

ونقلت رويتر عن مصدر هندي قوله إن القوات الهندية صدت محاولة للقوات الصينية للتوغل في الأراضي الهندية في منطقة لاداخ بالقرب من بحيرة بانغونغ، التي يقع نصفها في الهند والنصف الآخر في الصين.

وكما هو معلوم، دائما ما يتهم كل طرف الطرف الثاني بمحاولة التوغل، لكنه نادرا ما تحدث مواجهة فعلية بينهما. ويقف جيشا الطرفين في حالة مواجهة في هضبة دوكلام في الجزء الشرقي من الحدود غير المرسومة، التي تمتد مسافة 3 آلاف و500 كلم. وذلك بعد أن أرسلت الهند جنودها لمنع الصين من إنشاء طريق في منطقة غير سكنية، تطالب بها الصين ودولة بوتان حليفة الهند.

وقد طلبت الصين مرات عديدة من الهند سحب قواتها، لكن وسائل الإعلام القومية في كلا البلدين تدعو الحكومتين إلى عدم التنازل. حتى أن صحيفة غلوبال تايمز، التي يصدرها الحزب الشيوعي الصيني، حذرت الهند من أن الجيش الصيني أقوى بكثير مما كان عليه عام 1962 عندما هَزم الجيش الهندي في النزاع حول هملايا.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد السوفياتي كان متورطا بصورة غير مباشرة في النزاع الهندي–الصيني الذي بدأ في تخوم خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث بحسب مركز ويلسون الأمريكي، الذي تمكن عبر القنوات الاستخبارية من الحصول على محضر لقاء جرى في بكين عام 1959، وجمع بين نيكيتا خروشوف وماو تسي تونغ وقادة آخرين في الحزب الشيوعي الصيني، بعد فرار دلاي لاما إلى الهند، ومقتل عدد من حرس الحدود الهنود على يد القوات الصينية، ووقف خروشوف إلى جانب الهند ورئيس حكومتها جواهر لال نهرو. وقد رد ماو تسي دونغ بأن الصين أيضا تدعم جواهر لال نهرو ولكنه سيحطمه في التبت.

يقول الأستاذ في معهد موسكو للعلاقات الدولية سيرغي لونيف، في حديث إلى الصحيفة: "لم يكن النزاع الهندي–الصيني في تلك الفترة سببا في تدهور العلاقات السوفيتية–الصينية فقط، بل ودافعا لتطور التعاون السوفيتي-الهندي في المجال العسكري–التقني، حيث كان موقف الاتحاد السوفياتي محايدا في 1959 و1962. علاوة على ذلك، فقد شكلت المواجهات بين الصين والهند صدمة لموسكو، لأنها خرقت الأسس النظرية للسياسة الخارجية السوفيتية".

وهنا يطرح السؤال نفسه: كيف سيؤثر النزاع الهندي–الصيني الحالي في سياسة دلهي؟ ألا يدفع الهنود إلى التقارب مع الولايات المتحدة، وبالتالي إلى الابتعاد عن روسيا، ولا سيما أن العلاقات تحسنت بين دلهي وواشنطن في عهد مودي، وأن الدولتين أعلنتا عن نيتهما رفع تعاونهما في مجال السياسة الخارجية والأمن إلى مستوى جديد؟ وقد أشارت صحيفة إنديان إكسبريس إلى أن حكومة مودي وادارة ترامب اتفقتا على تنظيم حوار دوري بين وزارتي الدفاع والخارجية في البلدين. أي ان العلاقات الهندية–الأمريكية تصبح مهمة أكثر من أي وقت مضى، حيث تجمع البلدين نظرة مشتركة إلى مسألة السلام والاستقرار في منطقة الهند والمحيط الهادئ، وقد أعلنا في بيان مشترك أن المسائل الرئيسة في علاقاتهما هي الدفاع والأمن.

ماذا يعني هذا؟ بالطبع لا يعني حلفا عسكريا رغم أن الهند سمحت في السنة الماضية للسفن والطائرات الحربية الأمريكية بالتوقف في قواعدها العسكرية للصيانة واستراحة طواقمها.

ويضيف لونيف أن العلاقات بين الهند والصين كانت متوترة حتى عندما اقترحت موسكو في مطلع القرن الحالي تنظيم مشاورات دورية لمجموعة مثلث روسيا-الهند-بكين. فالعلاقات الثلاثية تستند إلى عوامل عالمية، وبينما يوجد تعارض هنا، تتطور العلاقات الهندية–الأمريكية بصورة جيدة رغم اختلاف مواقفهما في المحافل الدولية. وفي المقابل، وصف وزير الدفاع الهندي حينها الصين بأنها العدو رقم واحد رغم تطابق مواقفهما تقريبا في المحافل الدولية.

ويختتم لونيف حديثه بالقول إن العوامل الدولية هي أساس مجموعة المثلث ومجموعة بريكس. أي أن الوضع الحالي للعلاقات الصينية-الهندية لم يغير شيئا من بنية المجموعتين. فمجموعة المثلث موجودة شكليا، وعمليا أصبحت خيالا.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا