كتب سكوسيريف:
سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مؤتمر دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، الذي انعقد بالعاصمة الفلبينية مانيلا، لإدانة كوريا الشمالية. بيد أن أعضاء المؤتمر فضلوا ترك الأبواب مفتوحة للحوار. من جانبه، أعلن وزير خارجية كوريا الشمالية لي يونغ هو أن كوريا الشمالية لا تنوي تهديد أي دولة باستثناء الولايات المتحدة وأي دولة تقرر التحالف معها في عمليات عسكرية ضد بيونغ يانغ.
والمشكلة الرئيسة، التي كانت تقلق دول آسيان في السنوات الأخيرة، هي النزاع بين عدد من الدول والصين بسبب الجزر في بحر الصين الجنوبي.
لكن التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية أصبحت المسألة الأساس في المؤتمر الحالي، الذي حضره وزراء خارجية الدول الأعضاء والبلدان الأخرى وكذلك وزيرا خارجية شطري كوريا. وأصبح المؤتمرون يتقاذفون هذه المشكلة مثل البطاطا الساخنة في المثل الإنجليزي.
وقد جذب اهتمام الحضور لقاء وزيري خارجية الكوريتين الشمالي لي يونغ هو والجنوبية كانغ كيونغ وا في إحدى الفعاليات بحضور ضيوف آخرين، حيث قال لي للوزيرة الجنوبية كانغ إن مقترح الجنوب بشأن استئناف الحوار "ليس صادقا بما فيه الكفاية".
وبحسب وكالة تاس، كانت وزيرة خارجية الشطر الجنوبي قد أعلنت سابقا عن استعدادها للقاء نظيرها الشمالي "في أي ظرف". وقد أشار وزير خارجية الصين وانغ يي إلى أن وزير خارجية الشطر الشمالي لم يرفض قطعيا مقترح الوزيرة الجنوبية.
وهذا يعني أن الصين استنادا إلى نهجها السياسي تسعى لانتقال الشمال والجنوب من الاتهامات إلى الحوار. فقد تكررت خلال الأشهر الأخيرة تصريحات خبراء صينيين عن تردي العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، حتى أن الاتصالات بين المسؤولين الكبار في البلدين جمدت. وإذا كان هذا صحيحا، فإن لقاء الوزيرين هو إعلان عن استئنافها.
وبحسب وكالة شينخوا، "تدعو الصين بيونغ يانغ إلى الامتناع عن انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى التوقف عن تأزيم الأوضاع في شبه الجزيرة، والجميع إلى ضبط النفس".
وقد أعرب لي يونغ هو عن نيته البقاء على اتصال بالجانب الصيني؛ مؤكدا في الوقت نفسه "موقف كوريا الشمالية بشأن المشكلة النووية". ويمكن تفسير هذا القول بما يعني أطلقنا الصواريخ وسوف نستمر في إطلاقها. وبحسب قوله، لقد بينت التجربة الصاروخية في تموز/يوليو للعالم أن مجمل الجزء القاري للولايات المتحدة هو تحت مرمى صواريخنا.
ونقلت رويترز عن الوزير الكوري الشمالي، أن من الضروري أن تكون لكوريا الشمالية القدرة على توجيه ضربة إلى الولايات المتحدة بصواريخ بالستية عابرة للقارات لمنع الغزو. وأضاف أن كوريا الشمالية لن تناقش أبدا مسألة برامجها النووية وإطلاق الصواريخ البالستية، التي تبررها الضرورات الدفاعية للحماية من التهديدات الأمريكية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ناقش المسالة الكورية مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وشطري شبه الجزيرة الكورية. كما أنه ناقش هذه المسألة مع نظيره الصيني وانغ يي.
وبحسب تصريحاته للصحافيين، فإنه إضافة إلى الإجراءات الجدية الأخيرة للتأثير في موقف القيادة الكورية الشمالية، يميل مجلس الأمن الدولي إلى استئناف المفاوضات السداسية (كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية، روسيا، الصين، اليابان والولايات المتحدة) لإيجاد تسوية سياسية لهذه المسألة، وهذا ما تدعو إليه روسيا منذ زمن. بيد أن بيونغ يانغ وواشنطن يتجاهلانها. وهذا يعني أن كل شيء مرتبط بمدى تأثير العقوبات الجديدة في وضع كوريا الشمالية.
من جانبه، أشار الباحث العلمي في معهد الشرق الأقصى قسطنطين أسمولوف إلى أن "القرار يفرض على كوريا الشمالية قيودا. ولكن علينا أن نأخذ بالحسبان أن الأشياء الجدية، التي حاولت واشنطن تمريرها عبر هذا القرار، عارضتها موسكو وبكين، حيث لم تشمل تصدير الأيدي العاملة ومنع توريد النفط ومختلف المشتقات النفطية". أما ما يخص منع تصدير بيونغ يانغ الفحم والحديد والمنتجات البحرية، فإن هذا يتوقف على الصين التي تسيطر على 70 في المئة من حجم التبادل التجاري لكوريا الشمالية، حيث لا يستبعد ظهور قسم من المنتجات الكورية الشمالية في الأسواق تحت علامة "صنع في الصين".
ترجمة وإعداد: كامل توما