مباشر

الرئيس السابق لاستخبارات ألمانيا الديمقراطية: الرايخ الألماني قائم وأهدافه لم تتغير

تابعوا RT على
"مصالح قديمة بأدوات جديدة – كل شيء من أجل الهيمنة والسيطرة". هكذا يصف آخر رئيس لاستخبارات ألمانيا الديمقراطية الخارجية فيرنر غروسمان السياسة الغربية الراهنة إزاء روسيا.

ويقول غروسمان في مقابلة أجراها معه موقع "سبوتنيك دويتشلاند": نحن نعيش في عصر يخيم فيه خطر الحرب على أوروبا، والموجهة قبل كل شيء ضد روسيا. ولو لم تكن روسيا تمتلك السلاح النووي، لكانت الحرب قد نشبت.  

ويشير غروسمان إلى إجابة فلاديمير بوتين عن سؤال المخرج أوليفر ستون في المقابلة التي أجراها معه، حول من سينتصر في الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا؟ حين قال بوتين: "لو أن الحرب نشبت اليوم، لقضت على البشرية، ولا سيما أن بلدانًا عديدة تستطيع استخدام السلاح النووي من دون حدود أو رادع. ولذا يجب العمل للحيلولة دون نشوبها، لأن هذه الحرب تعني فناء البشرية". 

في غضون ذلك، فإن مصالح وأهداف الدوائر الحاكمة في دول الغرب، بما فيها ألمانيا، هي نفسها ولم تتغير. ويقول غروسمان إن "هذا أمر بديهي، فالغرب بقي مع إمبرياليته ذات الأطماع القديمة في التوسع نحو الشرق". ويضيف أن "... تلك النوايا، التي كانت لدى الجانب الألماني تجاه روسيا أو الاتحاد السوفياتي آنذاك، لم يطرأ عليها أي تغيير، وبقيت قائمة على حالها... وما يؤكد ذلك بالنسبة إلي على الأقل هو انتشار الجنود الألمان ودباباتهم ذات الصلبان، ومرة أخرى ليس بعيدا عن مدينة لينينغراد الروسية، سان بطرسبورغ – اليوم، لكن، مع فارق وحيد هو أنهم يفعلون كل شيء، تحت راية الاتحاد الأوروبي وأوروبا الموحدة، والذي في واقع الحال تتزعمه ألمانيا – القوة الرائدة فيه".

ولفت في هذا الصدد إلى أن "وجود القوات العسكرية على الحدود مع روسيا في البلطيق يكشف بوضوح جلي عن حقيقة نوايا الغرب، وما يخبئه لروسيا".

كما ذكَّر غروسمان بجلسة المحكمة الدستورية الاتحادية في كارلسروه، والقرار الذي أصدرته بتاريخ 31/07/1973، والقائم على أساس اتفاق وقع آنذاك بين ألمانيا الاتحادية وألمانيا الديمقراطية، والذي يؤكد أن ألمانيا الحالية هي استمرار للرايخ الثالث. إذ إن "القانون الأساس ... ينطلق من حقيقة أن الإمبريالية الألمانية تجاوزت الانهيار في عام 1945 من دون وجود أي إشارة فيه إلى الاستسلام أو تولي سلطة أجنبية الحكم في ألمانيا بعد احتلال دول التحالف ألمانيا... والرايخ الألماني يواصل البقاء، ومع إنشاء جمهورية ألمانيا الاتحادية، لم يتم إنشاء دولة ألمانية غربية جديدة، وإنما جرى مرة أخرى إعادة تجميع ركام ألمانيا (السابقة) على جزء من أرضها". وذلك ما يشير إليه ليس فقط رجل الاستخبارات السابق، بل كتب عنه أيضا الحقوقي الدولي غريغوري شيرمر في كتابه الأخير "الحدود والأراضي الألمانية من عام 1815 حتى 1990".

ووصف غروسمان "سياسة الردع"، التي ينتهجها الغرب ضد روسيا، بأنها "آلية للاستفزاز"؛ مذكِّرا بأن شيئا مماثلا حدث عشية الحرب العالمية الأولى في عام 1914، عندما تعمدت ألمانيا استفزاز روسيا، على أمل بأن تقدم هذه على خطوة خاطئة، تكون مبررا لكي يتلاحم الغرب ويشن الحرب ضدها. 

كما أعرب الرئيس السابق لاستخبارات ألمانيا الديمقراطية عن أمل ضئيل بأن يغير الغرب، بما في ذلك ألمانيا، نهجه في التعامل مع روسيا خلال المرحلة المقبلة.

ويختم غروسمان بالقول إن "كل شيء تم فعله ضد روسيا ينبغي القضاء عليه، ولكن هذا لن يحدث أبدا، لأن القوى الحاكمة في الغرب ليست مهتمة بذلك، وهي تواصل السير على الدرب المألوف - تطويق روسيا، مناهضة روسيا، الهيمنة وزيادة النفوذ في مناطق مختلفة من العالم، ... وخطر الحرب يبقى في أي حال قائما وليس فقط في أوروبا". بيد أن غروسمان أعرب عن ثقته بأن نمو التأثير الروسي على ما يجري في العالم لن يمكن وقفه أبدا.

ترجمة وإعداد:  ناصر قويدر

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا