جاء في المقال:
بدأت القوات البحرية لكل من الهند والولايات المتحدة واليابان إجراء مناورات عسكرية في خليج البنغال. ووصف قائد أمريكي هذه التدريبات بأنها رسالة إلى الصين في الوقت الذي يتفاقم فيه النزاع الحدودي بين دلهي وبكين.
وهذه التدريبات العسكرية المشتركة، التي تحمل اسم "مالابار"، تُجرى بشكل متواصل منذ سنوات عديدة، لكنها هذه المرة غير مسبوقة. ويكفي القول إن ثلاث حاملات للطائرات وصلت إلى شواطئ الهند الشرقية.
ولا نكشف سرا لأحد، إذا قلنا إن ما يدور في خلد منظمي هذه المناورات هو السفن، التي تعبر مضيق ملقا الذي يتميز بأهمية استراتيجية: إذ عبر هذا المضيق ينقل نفط الشرق الأوسط إلى الصين. وتمر عبره السفن التجارية الصينية القادمة من بحر الصين الجنوبي. وفي الأسابيع الأخيرة، كما يقول الأدميرال المتقاعد أنوب سينغ، تزايد بحدة نشاط السفن العسكرية الصينية في المحيط الهادئ للإعراب عن استياء بكين من التعاون بين الهند، اليابان والولايات المتحدة.
وقال قائد مجموعة من السفن الأمريكية، اشترط عدم الكشف عن هويته، لصحيفة نيويورك تايمز إن هذه المناورات سوف يكون لها تأثيرها في الضغط على الصين. وسوف تبلغ الصينيين بأننا (الهنود والأمريكيين واليابانيين) نسير جنبا إلى جنب".
لكن المتحدث العسكري الأمريكي لم يذكر الحقيقة الكاملة، بأن هذه المناورات العسكرية بدأت مع تصاعد التوتر الشديد بين القوات الصينية والهندية في أعالي جبال الهملايا.
هذا، وإن استمرار النزاع على الحدود بين الدولتين يمتد إلى أكثر من عقد من الزمن، بيد أنه اتخذ هذه المرة طابعا عاطفيا. ويطالب القوميون في الهند بمقاطعة البضائع الصينية، في حين طلبت السفارة الصينية من مواطنيها في الهند توخي الحذر.
الصحيفة الصينية "غلوبال تايمز"، التي تلجأ في الكثير من الأحيان إلى الخطاب القومي، نصحت دلهي بأن تتذكر دروس الحرب في عام 1962، عندما دمرت القوات الصينية الجيش الهندي الضعيف قدرة وتدريبا. ورد وزير الدفاع الهندي على الفور قائلا إن الهند اليوم ليست تلك التي كانت قبل 55 عاما. كما لم تساهم في تليين الموقف تصريحات ممثل الخارجية الصيني، الذي قال إن المفاوضات لن تبدأ قبل سحب ديلي قواتها من المنطقة الحدودية في الهملايا.
إلى ذلك، قال البروفيسور في معهد موسكو للعلاقات الدولية سيرغي لونيف إن "مناورات "مالابار" البحرية تُجرى منذ عام 2003 ولا تحمل شيئا جديدا، ومع ذلك، فإن موسكو منزعجة جدا من التقارب الهندي–الأمريكي. وأضاف أن الهند تحاول المناورة".
وفيما يتعلق بالخلاف بين الهند والصين، تريد موسكو التقارب بينهما، لكن الهند تعد الصين –خصمها الرئيس. وما يزيد من تخوفات الهنود هو أن الصين ترى باكستان حليفا لها، - كما أوضح الخبير.
ويضيف الخبير أن ما يزيد الوضع تعقيدا هو أن الولايات المتحدة تشعر برغبة جامحة في إشعال نيران الحرب بين الدولتين.
ترجمة وإعداد: ناصر قويدر