كتب أونتيكوف وبوتياكوفا وبايكوفا:
قد تلجا موسكو إلى اتخاذ إجراءات مضادة في مسألة حجز الولايات المتحدة ممتلكات البعثة الدبلوماسية الروسية لديها. فقد صرح مصدر في الخارجية الروسية للصحيفة بأن موسكو تخطط لاتخاذ إجراءات متماثلة لطرد نحو 30 دبلوماسيا أمريكيا وحجز الممتلكات الأمريكية في روسيا.
وتأتي هذه الإجراءات ردا على قرار واشنطن عدم إعادة ممتلكات البعثة الدبلوماسية الروسية، التي حجزت في شهر ديسمبر/كانون الأول من السنة الماضية، حيث لم تتم تسوية هذه المسألة خلال لقاء الرئيسين بوتين وترامب في هامبورغ.
وكان مصدر رفيع المستوى في الخارجية الروسية قد صرح في نهاية الأسبوع المنصرم للصحيفة بأن واشنطن لا تنوي إعادة هذه الممتلكات إلى الدبلوماسيين الروس. وبعد لقاء هامبورغ اتضح أن واشنطن لم تقدم أي خطة لتسوية هذا الموضوع. وبحسب المصدر نفسه، ستضطر روسيا بناء على ذلك إلى اتخاذ إجراءات متماثلة، حيث ستطرد نحو 30 دبلوماسيا أمريكيا وتحجز بعض ممتلكات البعثة الدبلوماسية الأمريكية في روسيا. فمع أن موسكو أعلنت عن عدم رغبتها باتخاذ مثل هذه الإجراءات، فإن عليها في نفس الوقت أن ترد على إجراءات واشنطن غير الودية.
وأشار المصدر الدبلوماسي الروسي إلى "وجود اتفاق أولي بشأن لقاء نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف ونظيره الأمريكي توماس شينون في سان بطرسبورغ لبحث هذه المسألة؛ فإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لتسويتها فسوف نضطر إلى اتخاذ هذه الاجراءات المضادة".
وقد سبق أن أعلن مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية للصحيفة أن الممتلكات الأمريكية، التي ستشملها الإجراءات الروسية تضم البيت الصيفي "داتشا" العائد إلى السفارة الأمريكية ومستودعا. أما مسكن السفير الأمريكي والمدرسة الأنجلو-أمريكية في بطرسبورغ فلن تشملهما الإجراءات الروسية.
من جانبه، قال نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد أندريه كليموف للصحيفة إن روسيا انتظرت نصف سنة لكي تسوي إدارة ترامب هذه الأزمة الدبلوماسية، مدركة أن "هذه كانت رغبة أوباما بإفساد بداية فترة رئاسة ترامب".
و"لكن ترامب مع الأسف لم يتمكن من تسوية هذه المسألة، أو لم يعدَّها ذات أهمية. لذلك علينا اتخاذ إجراءات متماثلة. وهذا ليس استعراضا منا لموقف سلبي من إدارة ترامب، بل هو دليل على أن روسيا دولة يجب احترامها".
ويذكر أن واشنطن حجزت بيتين صيفيين تعود ملكيتهما إلى البعثة الدبلوماسية الروسية. أحدهما في واشنطن، والثاني في نيويورك وطردت 35 دبلوماسيا روسيا في نهاية السنة الماضية، تحت ذريعة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
وقد رأى الكثيرون في هذه الإجراءات الأمريكية دليلا على سعي أوباما لتعقيد علاقات خلفه بموسكو. واستنادا إلى الأعراف الدبلوماسية، كان على روسيا الرد بالمثل فورا على الإجراءات الأمريكية. بيد أن الرئيس الروسي بوتين أعلن أن روسيا لن تنحدر إلى مستوى دبلوماسية "المطابخ"، ولن تطرد دبلوماسيين أمريكيين.
وبحسب المحللين، فقد اتخذ هذا القرار على أمل أن تلغي إدارة ترامب قرار الإدارة الأمريكية السابقة. وعقب لقاء وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الرئيس الأمريكي ترامب في أواسط مايو/أيار الماضي، ظهرت معلومات تفيد باستعداد الجانب الأمريكي لإلغاء قرار أوباما. وكانت موسكو على ثقة بأن البيت الأبيض ينتظر فرصة ملائمة ليعلن هذا القرار، ولكن هذا لم يحصل.
وعلاوة على هذا، أفادت واشنطن بوست بأن إدارة ترامب درست في شهر يونيو/حزيران المنصرم مسألة رفع الحصانة الدبلوماسية عن الممتلكات الروسية. وبحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين لوسائل الإعلام الأمريكية، درس البيت الأبيض كيفية ربط تسوية مسألة الممتلكات الروسية باستئناف عمليات تبني العوائل الأمريكية الأطفال الأيتام الروس.
وإن ما يؤكد معارضة المؤسسة السياسية الأمريكية تسوية هذه الأزمة، كانت رسالة حررها ثلاثة من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الرئيس ترامب مساء يوم الخميس الماضي قبيل لقائه الرئيس بوتين في هامبورغ، يدعونه فيها إلى عدم إعادة هذه الممتلكات إلى البعثة الدبلوماسية الروسية.
ترجمة وإعداد كامل توما